ساعتان ونصف بلا أي قرار.. جلسة الكابينيت تنتهي دون بحث صفقة التبادل
كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن اجتماع الكابينيت الأمني، الذي دعا إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء «الثلاثاء»، لم يتناول مقترح الوسطاء المصريين والقطريين لصفقة تبادل الأسرى الذي سبق أن وافقت عليه حركة حماس.
ورغم أن الاجتماع تم عقده بدعوى مناقشة الوضع في غزة وخطة السيطرة على المدينة، إلا أن مصادر مطلعة وصفته بأنه كان شكليًا وغير مثمر، حيث استمر نحو ساعتين ونصف فقط، وسط تذمر من بعض الوزراء الذين اعتبروه "مضيعة للوقت". وبحسب ما أوردته المصادر، لم يُدرج مقترح الوسطاء على جدول الأعمال بالفعل، رغم تواجده على الطاولة منذ أكثر من أسبوع، ما أثار استياء في أوساط عائلات المختطفين.
غضب داخل الحكومة
وخلال الاجتماع الأمني، فقد شوهد عدد من الوزراء يغادرون القاعة عدة مرات لتناول الطعام، ما فُسّر من قبل مراقبين كعلامة على ضعف الجدية السياسية تجاه قضايا مصيرية تتعلق بالأمن القومي ومستقبل الرهائن الإسرائيليين. وقد أثار تصرّف الوزراء انتقادات علنية داخل الحكومة، مع تزايد الشكاوى عن غياب أي رؤية واضحة أو قرارات تنفيذية، خصوصًا في ظل الضغط الشعبي المتزايد للإفراج عن المختطفين المحتجزين لدى حماس.
لا مفاوضات حقيقية
في موازاة الاجتماع، أفادت عائلات المختطفين في بيان تم توزيعه مساء الثلاثاء بأن وفدًا مصريًا فنيًا وصل إلى إسرائيل، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن المفاوضات لم تبدأ فعليًا بعد، وأن ما يجري حاليًا هو مجرد محاولات تنسيق أولية تمهيدية. وأبدت عائلات الرهائن خيبة أمل كبيرة من تجاهل مقترح التبادل داخل جلسة الكابينيت، مؤكدين أن الحكومة تتعامل باستهتار مع واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية والسياسية في البلاد.
تصريحات غامضة
في أعقاب الجلسة، أطلق بنيامين نتنياهو سلسلة من التصريحات الغامضة والمثيرة للجدل، فقال: "بدأ الأمر في غزة وسينتهي في غزة، لن نترك هؤلاء الوحوش هناك. سنطلق سراح جميع رهائننا. سنضمن ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل".
في الوقت ذاته، أكد التوجه السياسي لحكومته بمنع أي حل سياسي مستقبلي، حيث قال: "قلت إننا سنمنع قيام دولة فلسطينية، ونحن نفعل ذلك معًا، نحن نبني ونتمسك بأجزاء من وطننا".
الجدير بالذكر، تُظهر تصريحات نتنياهو أن الرهائن ليسوا أولوية حقيقية على أجندة الحكومة، مقابل استمرار الأجندة اليمينية المتطرفة الرامية إلى تكريس الاحتلال وعرقلة الحلول السياسية.
