حسام زكي: صمود الشعب الفلسطيني أساس المشهد الراهن وتحركات لدعم الحل السياسي

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن صمود الشعب الفلسطيني يشكل العامل الحاسم في المشهد الراهن، مشددًا على أنه "العنصر الأول والأهم" الذي يجب الاعتراف به في أي تقييم للوضع الحالي في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح "زكي"، خلال حوار خاص مع الإعلامية هدير أبو زيد في برنامج كل الأبعاد على قناة إكسترا نيوز أن هذا الصمود ليس فقط شعورًا معنويًا، بل يشكل عامل ضغط سياسي ودبلوماسي على المستوى الدولي، ويُسهم في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على جدول أعمال المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن الصمود الفلسطيني يرفع من قدرة الأطراف العربية والإسلامية على العمل بشكل منسق لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاعتراف بهذا الدور هو خطوة أولى لفهم ديناميكيات الصراع وتعزيز جهود السلام.
التحركات العربية والدبلوماسية
وأوضح أن الجامعة العربية تتحرك سياسيًا ودبلوماسيًا، بينما تبذل مصر وقطر جهودًا بارزة على صعيد وقف إطلاق النار، وتعمل السعودية والأردن ودول عربية أخرى على تعزيز الاتصالات بشأن الحل السياسي وملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف "زكي" أن هناك تنسيقًا عربيًا قائمًا وجيدًا، لكنه أقرّ بأن هناك دومًا مجال لتعزيزه لتوحيد الرؤى وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض، بما يضمن حماية المدنيين وفرض أي خطوات دولية داعمة للفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذا التنسيق يسهم في تعزيز الدور العربي في الضغط على الأطراف الدولية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ويدعم الجهود الرامية إلى إعادة الحقوق الفلسطينية ضمن إطار الحلول السياسية الدائمة.
الاهتمام بين الدول العربية
ولفت إلى أن الجامعة العربية تضم 22 دولة، لكن ليس جميعها على الموجة نفسها من الاهتمام بالملف الفلسطيني، حيث تبدي نحو ست دول اهتمامًا خاصًا وتمتلك علاقات واتصالات قوية تسهم في دفع جهود الحل السياسي والدبلوماسي.
وأوضح أن بقية الدول تتابع التطورات بشكل دوري، مما يوفر قاعدة معلوماتية تساعد على اتخاذ قرارات جماعية مدروسة، ويضمن مشاركة الجميع في صياغة الموقف العربي الرسمي بشكل متسق.
وأشار حسام زكي إلى أن هذا التفاوت في الاهتمام لا يضعف الجهود، بل يشكل آلية لتوجيه التركيز على الدول الأكثر تأثيرًا وقدرة على تحريك الملفات على الصعيدين الإقليمي والدولي.
اللجنة العربية الإسلامية ودورها
أوضح أن اللجنة العربية الإسلامية تضم إلى جانب الدول العربية عددًا من الدول الإسلامية الأخرى مثل تركيا ونيجيريا وإندونيسيا، بما يعزز من قوة التحرك العربي الإسلامي ويمنحه شرعية أوسع على المستوى الدولي.
وأكد حسام زكي أن هناك مستوى "لا بأس به" من التنسيق بين هذه الدول، مما يسهم في توحيد المواقف وتقديم جهود مشتركة لدعم الفلسطينيين، سواء من حيث الضغط على إسرائيل أو تعزيز الحلول السياسية القائمة على قرارات الشرعية الدولية.
وأشار "زكي" إلى أن هذا الإطار التنسيقي يتيح تبادل المعلومات والتجارب بين الدول، ويخلق مساحة للعمل الجماعي المشترك في الملفات الإنسانية والسياسية، بما يرفع من فعالية التحركات الدولية.
التنسيق العربي والإسلامي
شدد حسام زكي على أهمية تعزيز التنسيق العربي والإسلامي لضمان قوة الموقف السياسي، ولفت إلى أن التحرك المشترك يعطي القدرة على التأثير على المجتمع الدولي وعلى القوى الكبرى لتبني مواقف عادلة تجاه فلسطين.

وأضاف حسام زكي أن الجامعة العربية تعمل بشكل مستمر على دعم هذه الجهود، من خلال المشاركة في الاجتماعات الدولية، وحشد الدعم السياسي والإنساني، والتواصل مع الدول الشريكة لضمان وصول الرسالة بوضوح حول ضرورة حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وشدد حسام زكي على أن صمود الفلسطينيين، إلى جانب هذا التنسيق العربي والإسلامي المكثف، يمثل الركيزة الأساسية التي يمكن أن تدعم أي جهود دولية لحل النزاع وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.