الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية وسط اضطرابات الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب العالمية تقلبات حادة خلال الساعات الماضية، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3057.21 دولار للأونصة، قبل أن تتراجع إلى 3023.98 دولار، وسط استمرار حالة التذبذب في الأسواق وتزايد إقبال المستثمرين على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية.
وقال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن السوق المحلية تأثرت بهذه التقلبات، إذ شهدت أسعار الذهب في مصر حالة من عدم الاستقرار خلال تعاملات اليوم السبت، متأثرة بالتحركات العالمية، حيث سجّل عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصرية، 4285 جنيهًا للبيع و4265 جنيهًا للشراء، بينما بلغ سعر عيار 24 4897.5 جنيهًا للبيع و4874.5 جنيهًا للشراء، وعيار 18 3668.5 جنيهًا للبيع و3651.5 جنيهًا للشراء.
وأوضح ميلاد، أن ارتفاع أسعار الذهب عالميًا يرجع إلى قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق 4.25%-4.50%، ما عزز الطلب على الذهب،فضلا عن التضخم العالمي والتوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط.
هل يستمر الذهب في الارتفاع؟
وتوقع ميلاد، أن سعر الذهب سيشهد مزيدًا من الارتفاع في حال تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية عالميًان، مؤكدا على أن الأسعار الحالية قد تكون فرصة جيدة للشراء، وذلك لأن الاستثمار في الذهب يجب أن يكون طويل الأجل وليس للمضاربة قصيرة المدى.
كما نصح المواطنين بمتابعة تحركات الأسعار العالمية قبل اتخاذ قرار البيع أو الشراء، وشراء الذهب من مصادر موثوقة لضمان الحصول على أفضل الأسعار والجودة، بالإضافة إلى تنويع محفظة الاستثمار وعدم الاقتصار على الذهب فقط.

العوامل المؤثرة عالميًا.. هل تتجه الأسعار إلى 5000 دولار؟
على الصعيد الدولي، ارتفع الذهب متأثرًا بعدة عوامل، أبرزها الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك، إضافة إلى التوترات السياسية في الشرق الأوسط، خاصة العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات العسكرية في البحر الأحمر.
وتوقع الملياردير نجيب ساويرس استمرار ارتفاع الذهب، مشيرًا إلى أن تكلفة إنتاج الأونصة لا تتجاوز 30 دولارًا، بينما تتخطى الأسعار حاليًا 3000 دولار، ما يجعل الاستثمار في المعدن الأصفر أحد أكثر الاستثمارات ربحية وأمانًا.
كما توقع بنك "يو بي إس" السويسري وصول الذهب إلى 3200 دولار للأوقية بحلول يونيو المقبل، بينما رجح محللو سيتي جروب أن يصل السعر إلى 3500 دولار للأوقية بنهاية العام، مدفوعًا بزيادة الطلب على التحوط في ظل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
أما الخبير الاقتصادي جيفري جوندلاش، رجح أن يصل الذهب إلى 4000 دولار،. فيما قال إد يارديني، رئيس "يارديني ريسيرش"، إن الذهب قد يبلغ 5000 دولار بحلول عام 2026، مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية، التي تجاوزت 1000 طن للعام الثالث على التوالي، كإجراء احترازي ضد العقوبات الأمريكية والاضطرابات الجيوسياسية.