ريم بسيوني تكشف الفرق الجوهري بين الكتابة الأكاديمية والإبداعية

كشفت الكاتبة والدكتورة ريم بسيوني، أستاذة اللغويات بالجامعة الأمريكية، عن الفارق الجوهري بين الكتابة الأكاديمية والكتابة الإبداعية، مؤكدة أن لكل منهما منظور مختلف في التعامل مع اللغة والأفكار، قائلة: "الكتابة الأكاديمية تعتمد على البحث والتحليل والمصادر الموثوقة، بعيدًا عن المشاعر والتعبير الشخصي، بينما الكتابة الإبداعية تمنح الكاتب الحرية في التعبير عن ذاته وخياله".
وأكدت ريم بسيوني، خلال لقاءها في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن كونها أكاديمية ساعدها كثيرًا في البحث والتنقيب عن الحقائق التاريخية والاجتماعية، حيث اكتسبت مهارات مقارنة المصادر والتحليل العلمي، وهو ما سهّل عليها كتابة الروايات التي تتناول الفترات التاريخية والثقافية بدقة وموضوعية.
منهجية دقيقة وتحليل علمي
وأوضحت أن الكتابة الأكاديمية تخضع لقواعد صارمة، تعتمد على النظريات العلمية والمنهجيات البحثية، ولا تسمح بإضافة المشاعر الشخصية أو التعبيرات الشعرية، قائلة: "في تخصصي، علم اللغة الاجتماعي، أركز على دراسة العلاقة بين المجتمع واللغة بشكل موضوعي للوصول إلى نتائج واضحة وقابلة للتحقق".
وأضافت: "أغلب كتاباتي الأكاديمية تكون باللغة الإنجليزية لتصل إلى جمهور واسع من الباحثين العالميين، بينما الكتابة الإبداعية أختار لها اللغة العربية لأنها تحتاج إلى التعبير الدقيق عن المعاني وتأثير الكلمات على القارئ العربي".
التعبير عن الذات وفهم المعنى
وأكدت "بسيوني" أن الكتابة الإبداعية تمنحها فرصة للغوص في التفاصيل اللغوية والثقافية للغة العربية، خاصة عند معالجة موضوعات الصوفية أو فلسفة السعادة، قائلة: "في كتبي مثل 'رفقة الغزالي' و'البحث عن السعادة'، ركزت على اللغة العربية لفهم معاني الكلمات وتأثيرها، لأن الكثير من الناس يسيء فهم تعابير الصوفية إذا تُرجمت أو أُسيء تفسيرها".
وأشارت إلى أن استخدام العربية في الكتابة الإبداعية يتيح لها تحليل الكلمات وتداعياتها بشكل مباشر، وهو ما يجعل القارئ العربي أكثر قربًا من المعنى الحقيقي للأفكار، ويكشف عن دقة التجربة الثقافية والفكرية للصوفيين.
الجمع بين الأكاديمية والإبداع
وقالت "بسيوني" إن الجمع بين الكتابة الأكاديمية والإبداعية يمثل تحديًا ممتعًا ومفيدًا، حيث تمكنها خبرتها الأكاديمية من البحث الدقيق، بينما تمنحها الكتابة الإبداعية حرية التعبير واستعراض الخيال، مضيفة: "الخبرة الأكاديمية تجعلني أتعامل مع المصادر الأجنبية والمراجع التاريخية بسهولة، بينما الكتابة الإبداعية تسمح لي بصياغة الروايات والقصص بأسلوب عربي مميز".
وشددت ريم بسيوني على أن الهدف من هذا الجمع هو تقديم محتوى غني وموثوق، يمكن أن يصل إلى جمهور واسع ويعطي صورة دقيقة عن التاريخ والثقافة العربية، مع الحفاظ على جودة اللغة العربية وفهم المعاني الدقيقة للكلمات.

أهمية اللغة العربية
واختتم ريم بسيوني بالتأكيد على أن اللغة العربية تحتل مركزًا مهمًا في أعمالها، سواء الأكاديمية أو الإبداعية، مشيرة إلى أن الترجمة إلى اللغات الأجنبية مهمة لنقل الثقافة والمعرفة للعالم، قائلة: "عندما أكتب عن مصر والهوية الثقافية بالإنجليزية، أتيح للباحثين العالميين فهم تاريخ مصر ولغتها، بينما يظل العربي على اطلاع كامل على العمق اللغوي والمعاني الأصلية".
وشددت ريم بسيوني: "أسعى دائمًا لنشر اللغة العربية في البحوث العلمية والدراسات الأكاديمية، مثل إصدار مجلة دورية 'علم اللغة الاجتماعي' باللغة الإنجليزية لكنها تركز على اللغة العربية، ليعرف الغرب أهميتها ويحصل على تحليل علمي دقيق عن المنطقة واللغة والثقافة".