اتحاد الصناعات: ارتفاع صادرات الأجهزة الكهربائية و"التليفزيون" المصري الأعلى طلبًا عالميًا

واصلت الصادرات المصرية نموها المطرد على مدار الأشهر الماضية، وعلى رأسها صادرات الأجهزة المنزلية والكهربائية التي ارتفعت إلى 1.368 مليار دولار خلال عام 2024 مقابل 1.297 مليار دولار خلال العام السابق عليه.

ومن أبرز هذه الأجهزة مسخنات المياه التي سجلت صادراتها نحو 191.056 مليون دولار، كما سجلت صادرات أجهزة الهاتف، بما في ذلك التليفونات وأجهزة البرق، نحو 17.285 مليون دولار.

أما في مجال أجهزة تسجيل الصوت، فقد سجلت صادرات مصر من الأسطوانات والأشرطة وغيرها من حوامل التسجيل نحو 50.523 مليون دولار، كما تم تصدير أجهزة كهربائية للإضاءة والإشارة بقيمة 28.530 مليون دولار.

وفيما يتعلق بالأجهزة المنزلية، فقد حققت صادرات أجهزة حلاقة الذقن وقص الشعر 89 ألف دولار، بينما بلغت صادرات الأجهزة الآلية الكهربائية للاستعمال المنزلي ذات المحركات المدمجة نحو 8.413 مليون دولار. كما سجلت صادرات محولات الكهرباء 86.074 مليون دولار، في حين بلغت صادرات آلات الغسيل المنزلية 96.969 مليون دولار.

من جهة أخرى، سجلت صادرات أجهزة غسل الأواني المنزلية 10.4 مليون دولار، في حين حققت صادرات ثلاجات ومجمدات وغيرها من أجهزة التبريد نحو 120.913 مليون دولار، وفى مجال تكييف الهواء، بلغت صادرات آلات تكييف الهواء المحتوية على مروحة بمحرك وتجهيزات لتعديل الحرارة نحو 25.499 مليون دولار.

وتعليقًا على ذلك، أكد دكتور بسيم يوسف عضو اتحاد الصناعات، أن صادرات مصر من الأجهزة الكهربائية شهدت طفرة ملحوظة في عام 2024، حيث تجاوزت قيمتها مليار دولار، وأشار يوسف إلى أن هذا التحسن يعكس الجهود الحكومية المستمرة لدعم الصناعة الوطنية وزيادة الصادرات، معربًا عن أمله فى أن تشمل هذه الطفرة المزيد من المنتجات الأخرى في المستقبل القريب، خاصة وأن نجاح قطاع الأجهزة الكهربائية يعد نقطة انطلاق مهمة لبقية القطاعات الصناعية المصرية لتحقيق نفس النجاح.

مبادرات حكومية لتعزيز الصادرات

وفي إطار الجهود الحكومية لتعزيز التصدير، أوضح يوسف ، فى تصريحات خاصة له، أن الحكومة قد أطلقت مؤخرًا عددًا من المبادرات التي تهدف إلى دعم المصانع المصرية وزيادة قدرتها على التصدير، ومن أبرز هذه المبادرات مبادرة دعم رأس المال العامل، والتي تبلغ قيمتها 150 مليار جنيه، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تمويل استيراد الخامات والمواد الأولية والمعدات اللازمة للمصانع، وقال يوسف: "هذه المبادرة توفر للمصانع التمويل الضروري لاستيراد الخامات والمواد الأساسية التي تساعد على رفع القدرة الإنتاجية، وبالتالي تسهم في زيادة كفاءة المصانع وتعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية".

وأضاف يوسف أن مبادرة تمويل خطوط الإنتاج التي أطلقتها الحكومة مؤخرًا تمثل خطوة هامة أيضًا في هذا الاتجاه، حيث تم تخصيص 30 مليار جنيه لتمويل خطوط الإنتاج، وتتيح هذه المبادرة للمستثمرين الحصول على قروض بفائدة 15%، على أن تتحمل وزارة المالية 15% من الفائدة، وهو ما يساهم في تخفيف الأعباء المالية على المصانع، وأكد يوسف أن هذه المبادرة توفر للمصانع التمويل اللازم لتحديث وتطوير خطوط الإنتاج، مما يرفع من كفاءة التصنيع وجودة المنتجات، ويساعد على تلبية احتياجات الأسواق الخارجية. وأضاف: "الدعم المقدم في هذه المبادرة يعزز من قدرة المصانع على الاستمرار في الإنتاج بأعلى جودة وفي الوقت المناسب، مما يمكنها من تلبية الطلبات المتزايدة من الأسواق الدولية."

مصر تصدر شاشات ذكية

وأشار عضو اتحاد الصناعات، إلى أن مصر قد نجحت في تصدير شاشات التلفزيون الذكية إلى كافة دول العالم بفضل ما يتميز به المنتج المصري من مزايا تنافسية، وقال يوسف: "المنتج المصري يتمتع بجودة عالية ويصمم وفق أحدث المواصفات العالمية، مما يجعله يتمتع بطلب كبير في الأسواق العالمية، فعلى الرغم أن أسعار الخامات عالميًا قد تكون متشابهة، لكن الفارق الكبير في المنافسة يكمن في أسلوب التصنيع ووقت التصنيع وتكلفة التصنيع، هذه العوامل تعطي للمنتج المصري ميزة تنافسية واضحة، خاصة في أسواق مثل إفريقيا وأوروبا"، مضيفًا أن الطلب على هذه الأجهزة يزداد بشكل ملحوظ، خاصة مع التوسعات الكبيرة التي تشهدها المصانع المصرية الموجهة أساسًا للتصدير.

100 مليار دولار صادرات

وتابع يوسف قائلًا: "الرئيس السيسي وضع هدفًا طموحًا بزيادة إجمالي الصادرات إلى 100 مليار دولار في السنوات المقبلة، ونحن نتطلع لتحقيق هذه الأهداف الكبيرة، ولكنها تتطلب بذل مزيد من الجهود في التوسع في أسواق جديدة، خاصة وأن دخول أسواق جديدة يعد من أكبر التحديات التي تواجه أى مصدر، خاصة مع رغبته في الانتشار ووجود مقاومة من المنافسين القدامى، وأضاف أن الحكومة تعمل بشكل مستمر على تطوير الفكر التصديري ودراسة احتياجات السوق، وهو ما يساعد المصانع على تحسين منتجاتها بما يتماشى مع المواصفات المطلوبة في الأسواق المختلفة.

التوسع في أسواق جديدة

وأشار يوسف إلى أن أسواق إفريقيا تمثل أملًا كبيرًا لمصر في التوسع، خاصة في ظل الزيادة الكبيرة في الطلب على المنتجات الكهربائية ذات الجودة العالية. وقال: "منتجاتنا، مثل الشاشات والأجهزة الذكية، تتمتع بأحدث المواصفات العالمية، وهذا يجعلها تنافس بقوة في أسواق متعددة حول العالم، ونحن نركز على تطوير المصانع لتوسيع قدرتها الإنتاجية وتوجيه الإنتاج بشكل أساسي نحو التصدير، فالتوسعات في المصانع تؤكد أن الصناعة المصرية قادرة لى تلبية احتياجات الأسواق العالمية في ظل زيادة الطلب على هذه المنتجات.

وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها القطاع، قال يوسف إن أسعار الخامات عالميًا لا تشهد تفاوتًا كبيرًا، ولكن المنافسة الحقيقية تكمن في أسلوب التصنيع وكفاءة العمل ووقت التصنيع. وأضاف: "العديد من الدول تقدم حوافز تصديرية، وهي حوافز يمكن أن تساعد في تقليل التكاليف، بالإضافة إلى ذلك، تعمل مصر على تحسين أسلوب التصنيع من خلال تطوير التكنولوجيا وزيادة كفاءة الإنتاج، حيث أوضح أن أسعار المواد الخام مثل النحاس والحديد، التي تدخل في تصنيع الأجهزة الكهربائية، تخضع لأسعار السوق العالمية، مما يتطلب من المصنعين أن يكونوا قادرين على التكيف مع هذه التغيرات في الأسعار لضمان القدرة على المنافسة.

تعاون حكومي 

وأشار "يوسف" إلى أن التعاون بين المصنعين والجهات الحكومية قد تحسن بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وقال: "الإجراءات أصبحت أسرع وأكثر مرونة، ونحن نرى تجاوبًا كبيرًا من وزارة الصناعة والجهات المعنية في توفير التسهيلات اللازمة للمصنعين، كذلك الاجتماعات المتكررة مع المسئولين تساهم في تسريع عملية توفير الدعم المطلوب، مما يعزز من قدرة المصانع على الاستمرار في الإنتاج والتصدير.

ومن جهته، توقع حسن مبروك رئيس شعبة الأجهزة المنزلية والكهربائية باتحاد الصناعات، نمو صادرات الأجهزة الكهربائية والمنزلية بنسبة قد تصل إلى 25% بنهاية العام الجارى، بالتزامن مع ضخ 750 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية الجديدة في قطاع الأجهزة المنزلية خلال عام 2025 ودخول 4 شركات كبرى السوق المصرى لتدشين قاعدة تصنيع بها.