مصر تسرع خططها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والسولار

تسعى مصر خلال الفترة الحالية إلى تنفيذ خطة متكاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي والسولار، بما يعزز مكانتها كمركز إقليمي لتجارة وتبادل الطاقة بين ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا، اعتماداً على موقعها الاستراتيجي وشبكة البنية التحتية التي يجري تطويرها.
اكتشافات بترولية جديدة
شهد عام 2024 سلسلة من الاكتشافات المهمة، أبرزها بئر نفرتاري 1 في البحر المتوسط باحتياطيات تصل إلى 75 مليار قدم مكعب، إلى جانب حقل بدر 1 في الصحراء الغربية المتوقع أن ينتج 20 مليون قدم مكعب يومياً، فضلاً عن اكتشافات أخرى مثل "هارماتان" و"نور" و"نرجس" و"خوفو".
تطوير البنية التحتية ورفع الإنتاج
تعمل الدولة على تحديث وتطوير البنية التحتية لقطاع الغاز، وفي مقدمتها حقل ظهر بالتعاون مع شركة "إيني" الإيطالية، إضافة إلى رفع كفاءة محطات الإسالة وخطوط الأنابيب، بهدف زيادة الإنتاج وضمان استدامة عمليات التصدير.
تعزيز قدرات التغويز
ولتفادي أي فجوات في السوق المحلي، عززت الحكومة قدرات التغويز من خلال ثلاث سفن رئيسية، مع الترقب لوصول سفينة جديدة قريباً لضمان استمرارية إمدادات الغاز للمصانع ومحطات الكهرباء دون اللجوء إلى خطط تخفيف الأحمال.
سداد مستحقات الشركاء الأجانب
التزمت الحكومة خلال الفترة الماضية بسداد مستحقات الشركاء الأجانب بقيمة 7.5 مليار دولار، ما عزز ثقة الشركات العالمية العاملة في السوق المصري وشجعها على ضخ استثمارات إضافية في أنشطة الاستكشاف والإنتاج.
تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاستهلاك
تتبنى الدولة سياسة تنويع مصادر الطاقة عبر التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لتقليل استهلاك الغاز محلياً وتوجيهه لصناعات ذات قيمة مضافة أعلى. وفي الوقت ذاته، عززت وارداتها من الغاز عبر عقود طويلة الأجل، من بينها اتفاقية بقيمة 35 مليار دولار حتى عام 2029، مع رفع الاستيراد من 4.5 إلى 12 مليار متر مكعب سنوياً.
نحو الاكتفاء الذاتي وتعزيز الدور الإقليمي
وبحسب مراقبين، فإن نجاح مصر في تنفيذ هذه الخطة سيضعها على خريطة اللاعبين الكبار في سوق الطاقة العالمي، ويمكّنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية في المدى القريب، مع تعزيز دورها كمركز إقليمي محوري لتجارة الغاز والنفط.