زاهي حواس: كنت لاعب كرة حريف في دمياط وأصدقائي لقبوني بـ"صالح سليم"|فيديو

في حوار إعلامي شيّق جمع بين الماضي والحاضر، فتح عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس قلبه للحديث عن ذكريات شبابه، وحكايته مع كرة القدم قبل أن يقوده القدر إلى واحد من أعظم الاكتشافات والمناصب في مجال الآثار.
وأكد زاهي حواس أنه كان مشجعًا متحمسًا للنادي الأهلي، وكشف أنه كان لاعبًا بارعًا في شبابه بدمياط حتى أطلق عليه أصدقاؤه لقب "صالح سليم"، لكنه اضطر إلى اعتزال اللعب نهائيًا بعد إصابة مفاجئة غيّرت مسار حياته.
وكشف عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس، في برنامج "آخر النهار" على قناة النهار، عن جانب إنساني مختلف في حياته، بعيدًا عن عباءته الأثرية التي ارتبط بها في أذهان الجمهور، حيث تحدث عن عشقه للكرة ورقصه وشغفه بشراء الملابس الرياضية، وكيف كانت صدفة بحتة وراء انتقاله إلى عالم الآثار الذي أصبح عنوانًا لمسيرته العالمية.
ذكريات من دمياط إلى لقب "صالح سليم"
ويروي حواس أن بداياته مع الكرة لم تكن مجرد هواية عابرة، بل كانت جزءًا أصيلًا من حياته اليومية قائلا: "زمان كنت لاعب كرة حريف في دمياط، وكانوا أصدقائي يطلقون عليّ اسم صالح سليم" وكان اللقب يحمل دلالة كبيرة، فصالح سليم رمز من رموز الكرة المصرية والأهلي، ما جعل الشاب زاهي يعيش طموحًا كرويًا مختلفًا في تلك المرحلة.
ولفت الي أنه على الرغم من الموهبة، اعترف حواس بابتسامة لا تخلو من الطرافة أنه كان أنانيًا في الملعب، يفضل الاستعراض أحيانًا على اللعب الجماعي، مؤكداً أن حبه للرقص وحماسه الشديد للحياة الشبابية كان يغلب عليه، ورغم هذه النزعة الفردية، كان له جمهوره من الأصدقاء الذين أحبوا أسلوبه المميز في اللعب.
وأردف أنه لم يكن عشق حواس للكرة مقتصرًا على الموهبة فقط، بل انعكس أيضًا على اهتماماته المالية. فقد اعتاد على جمع الأموال لشراء ملابس رياضية جديدة، ليظهر بمظهر أنيق عند مشاركته في المباريات. يروي قائلاً: "كنت بحوش فلوس عشان اشتري لبس كرة قدم جديد، وألبسه وأنا داخل الملعب".
الإصابة التي أنهت الحلم الكروي وأجبرت حواس على الاعتزال
في نهاية سنوات الجامعة، واجه حواس أزمة صحية قلبت موازين حياته. فقد أصيب بانسداد في الوريد بالقدم، ما أجبره على الاعتزال النهائي لكرة القدم. تلك اللحظة كانت قاسية على الشاب الطموح، إذ وجد نفسه فجأة مضطرًا للتخلي عن شغفه الأول.
وأردف أنه كان في الحقيقة بداية لطريق جديد فبعد صدمة الاعتزال، بدأ حواس رحلة مختلفة قادته إلى مصادفة غيّرت حياته إلى الأبد. يقول: "حياتي في فترة الشباب كانت كرة القدم، لكن بعد الإصابة اتجهت إلى الآثار بالصدفة البحتة".
ولفت الي أن هذه الصدفة لم تكن عابرة، بل صنعت من زاهي حواس شخصية استثنائية في تاريخ علم المصريات، فبعد أن أغلق باب الكرة، فتح القدر أمامه بابًا نحو اكتشافات عالمية ونجاحات متتالية جعلت اسمه يتردد في كل مكان يرتبط بالحضارة المصرية القديمة.
من المستطيل الأخضر إلى أروقة الآثار: التحول المفاجئ
واستطرد الي أن التحول الذي مرّ به حواس يعكس كيف يمكن للإنسان أن يعيد صياغة مستقبله في لحظة، فالفتى الذي كان يحلم بأن يكون نجمًا كرويًا مثل صالح سليم، وجد نفسه فجأة في مجال مختلف تمامًا، لكنه سرعان ما اكتشف فيه شغفًا جديدًا، ومن هنا بدأت مسيرة طويلة قادته إلى أن يكون الوجه الإعلامي الأبرز للآثار المصرية على مستوى العالم.
وأشار قائلا: لقد أعطته كرة القدم الكثير مثل الانضباط، حب التحدي، والقدرة على العمل بروح الفريق، وهي قيم انعكست فيما بعد في رحلته العلمية. وبينما قد يظن البعض أن خسارته للكرة كانت خسارة شخصية، إلا أنها كانت في الحقيقة مكسبًا كبيرًا للآثار المصرية، التي وجدت في حواس سفيرًا لا يكلّ ولا يمل في الدفاع عن تراثها.