عاجل

«شهداء الكلمة».. يوسف الحسيني يهاجم الاحتلال بعد اغتيال أربعة صحفيين في غزة

الإعلامي يوسف الحسيني
الإعلامي يوسف الحسيني

شن الإعلامي يوسف الحسيني هجومًا شديد اللهجة على جيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب استهدافه المباشر لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أربعة صحفيين يعملون في وكالات دولية كبرى، من بينها "أسوشيتد برس" و"رويترز" و"الجزيرة".

وخلال تقديمه لبرنامجه "مساء جديد" عبر شاشة قناة "المحور"، أكد يوسف الحسيني أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم حرب ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إسكات الأصوات الإعلامية التي تنقل الحقيقة إلى العالم، واصفًا ما جرى بأنه "جريمة اغتيال متعمدة للصحافة الحرة".

"شهداء الواجب الصحفي"

وقال يوسف الحسيني إن الصحفيين الأربعة هم "شهداء حرية الكلمة" الذين نذروا حياتهم لنقل الصورة من قلب الميدان، مؤكدًا أن دماءهم ستظل شاهدة على وحشية الاحتلال، موضحًا: "اغتيال الصحفيين في غزة ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير للأسف، لأن العالم يتعامل مع جرائم إسرائيل ببيانات شجب باهتة لا توقف نزيف الدم".

واعتبر "الحسيني" أن استمرار استهداف الصحفيين يكشف عن نية واضحة لإخفاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة وغزة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية أكبر من تقسيمات جغرافية، فهي قضية "شعب محتل بالكامل من النهر إلى البحر".

اتهامات مباشرة للاحتلال

ووجّه يوسف الحسيني اتهاماته لجيش الاحتلال الإسرائيلي واصفًا إياه بأنه "عصابات مسلحة تأسست على أكتاف المجرمين الذين هاجروا إلى فلسطين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي"، مشددًا على أن ما يسمى بـ"جيش الدفاع" ليس إلا "امتدادًا لعصابات الهاغاناه والشتيرن والهاجناه".

وأكد أن اغتيال الصحفيين في غزة يمثل جريمة مزدوجة، إذ تستهدف المدنيين العُزّل من جهة، وتغتال الحقيقة والإعلام من جهة أخرى، في تحدٍ سافر للقوانين الدولية التي تكفل حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة.

العالم يكتفي ببيانات الشجب

وأشار إلى أن ردود فعل المجتمع الدولي تجاه هذه الجريمة كانت "باهتة وضعيفة"، موضحًا أن البيانات الصادرة عن بعض العواصم الغربية لا ترقى إلى مستوى الحدث، مضيفًا: "العالم يرى ويسمع ويكتفي بالقول: لا تفعلوا ذلك مرة أخرى. ولكن الاحتلال يواصل القتل وهو مطمئن للإفلات من العقاب".

وشدد "الحسيني" على أن هذه الازدواجية في المواقف الدولية هي ما يشجع إسرائيل على مواصلة جرائمها ضد الصحفيين والمدنيين الفلسطينيين، في ظل غياب أي محاسبة حقيقية أو عقوبات رادعة.

فلسطين قضية هوية وحضارة

وفي حديثه عن الجذور التاريخية للصراع، أكد يوسف الحسيني أن الكيان الإسرائيلي لا ينتمي إلى المنطقة لا حضاريًا ولا ثقافيًا، واصفًا إياه بأنه "تجمع استعماري جاء من مختلف بقاع الأرض ليستولي على أرض فلسطين". وقال: "هؤلاء لا يتحدثون لغة المنطقة ولا ينتمون إلى حضارتها، إنهم كيان غريب فُرض بالقوة".

كما انتقد يوسف الحسيني بشدة بعض الأصوات الإسرائيلية التي تحاول الادعاء بالانتماء الثقافي إلى دول عربية مثل العراق أو لبنان، واعتبر ذلك "تزويرًا للتاريخ" ومحاولة يائسة لإيجاد شرعية مفقودة.

صحفيين فلسطين
صحفيين فلسطين

شهداء الكلمة باقون 

وختم يوسف الحسيني حديثه بالتأكيد على أن دماء الصحفيين لن تذهب هدرًا، وأن صورهم ستبقى حاضرة في الوعي الجمعي العربي والدولي باعتبارهم "شهداء الحقيقة". وأكد أن رسالتهم الإعلامية ستظل مستمرة عبر زملائهم، وأن الاحتلال لن ينجح في إسكات الصوت الفلسطيني مهما ارتكب من جرائم.

كما دعا يوسف الحسيني المؤسسات الدولية المعنية بحرية الصحافة إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذه الجرائم، وتوثيقها كجزء من الانتهاكات التي تستدعي محاسبة المسؤولين أمام المحاكم الجنائية الدولية.

تم نسخ الرابط