فواز عرب: «الورقة الملبننة» تعكس أساس التسوية بشأن سلاح حزب الله |فيديو
أكد العميد الركن فواز عرب، رئيس مركز الفيحاء للدراسات الاستراتيجية، أن الورقة الأميركية التي حملها الموفد الأميركي إلى بيروت، شكّلت أساسًا للتسوية، قبل أن تخضع لتعديلات حكومية عُرفت لاحقًا باسم "الورقة الملبننة"، وتتصدر قضية سحب سلاح حزب الله واجهة النقاش السياسي في لبنان، وسط تداخل الحسابات الداخلية مع الأجندات الإقليمية والدولية، وهو ما يجعل الملف شديد التعقيد.
وأوضح فواز عرب، في مداخلة ببرنامج منتصف النهار على قناة "القاهرة الإخبارية" مع الإعلامية هاجر جلال، أن هذه الورقة حظيت بموافقة مجلس الوزراء اللبناني، بعد أن أُدخلت عليها تعديلات تراعي الواقع المحلي، وأن معظم بنودها تنسجم مع مطالب حزب الله باستثناء بعض النقاط التي تبقى قابلة للنقاش، وهو ما يعني أن الحزب ليس لديه مبرر لرفضها، بل يمكنه طرح أي ملاحظات إضافية ضمن إطار الحوار الوطني.
الموقف بين القبول والعرقلة
وأشار "عرب" إلى أن أحد البنود الجوهرية في الورقة هو ضرورة موافقة كل من إسرائيل وسوريا على مضمونها، وهو ما يجعل الموقف الإسرائيلي محوريًا في تحديد مصيرها، فضًلا عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يتجه إلى إفشال المبادرة عبر فرض شروط تعجيزية، من بينها – وفق ما تردد في بعض التسريبات – إنشاء منطقة عازلة في الجنوب اللبناني، يُمنع المدنيون من العودة إليها، وهو ما يمثل خرقًا واضحًا للسيادة اللبنانية وتهديدًا لأي محاولة جادة للوصول إلى تسوية عادلة.
ويرى أن مثل هذا الطرح، إذا صح، سيؤدي إلى توتير الأوضاع أكثر، ويمنح حزب الله ذريعة إضافية للتمسك بسلاحه تحت شعار حماية الأرض والحدود.
"اليونيفيل" بين التمديد والطرح
وفي سياق متصل، تناول فواز عرب ملف قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" المنتشرة في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن الدولي يستعد لمناقشة التمديد لعملها قبل نهاية الشهر الجاري.
وأوضح أن هناك ورقتين أساسيتين مطروحتين للنقاش: الورقة الأميركية: تدعو إلى التمديد لمدة سنة واحدة فقط، مع وضع جدول زمني واضح للانسحاب وتسليم المهام إلى الجيش اللبناني تدريجيًا، الورقة الفرنسية: تدعم التمديد دون تحديد جدول زمني صارم، وتربط مسألة الانسحاب بتطور الأوضاع الأمنية على الأرض.
انعكاسات محتملة على الداخل
واعتبر "عرب" أن النقاش حول مهمة "اليونيفيل" يتجاوز البُعد العسكري ليحمل في طياته أبعادًا سياسية وأمنية داخلية فالطرح الأميركي، بحسب رأيه، يضغط على الدولة اللبنانية لتحمل مسؤولية أكبر في الجنوب، بينما يمنح الطرح الفرنسي مزيدًا من الوقت لإيجاد تسوية شاملة قد تشمل مستقبل سلاح حزب الله.
كما أشار فواز عرب إلى أن أي قرار أممي بشأن "اليونيفيل" ستكون له انعكاسات مباشرة على الاستقرار الهش في الجنوب، خصوصًا في ظل استمرار التوترات الحدودية، واحتمال تجدد المواجهات في أي لحظة.
تعقيدات المشهد والتسوية
وشدد فواز عرب على أن المشهد اللبناني بالغ التعقيد، فملف سلاح حزب الله لا يرتبط فقط بقرار داخلي، بل يتأثر مباشرة بالتجاذبات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، وبالمواقف الدولية التي تسعى إلى تحقيق توازن بين حماية أمن إسرائيل وضمان استقرار لبنان.
ويرى فواز عرب أن الورقة الملبننة قد تمثل فرصة حقيقية إذا ما توفرت إرادة سياسية لدى جميع الأطراف، لكنها في الوقت ذاته تواجه ألغامًا سياسية وأمنية قد تفجرها في أي لحظة، خصوصًا إذا اختارت إسرائيل سياسة التصعيد أو إذا استغل حزب الله المماطلة لتعزيز موقعه الميداني والسياسي.
لبنان بين خيارين
وفي ختام مداخلته، أكد الركن فواز عرب أن لبنان يقف أمام خيارين مصيريين: إما التوصل إلى تسوية متوازنة تحفظ سيادته وتضمن دمج سلاح حزب الله ضمن منظومة الدولة، وإما الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر الذي قد يهدد الاستقرار الداخلي ويعيد الجنوب اللبناني إلى دائرة المواجهة المفتوحة.
