من يخلف عبد السند يمامة؟.. صراع " الجندي والهضيبي وقورة" يشعل الوفد

يشهد حزب الوفد في الأشهر المقبلة استعدادات غير مسبوقة لمعركة انتخابية داخلية على مقعد رئاسة الحزب، بعد أن تأكد أن الرئيس الحالي عبد السند يمامة لن يترشح لولاية جديدة تنتهي بنهاية العام.
هذا القرار المفاجئ فتح الباب واسعًا أمام صراع محتدم بين ثلاثة من أبرز قيادات الحزب، الذين بدأوا بالفعل في تجهيز أنفسهم لخوض السباق الذي يتوقع أن يكون الأكثر سخونة في تاريخ الحزب الحديث.
وتشير الكواليس داخل الهيئة العليا للوفد إلى أن المنافسة ستنحصر بين ثلاثة أسماء بارزة حتى هذه اللحظة، أولهم جازم الحندي، عضو مجلس الشيوخ وقيادي بالحزب، الذي يعتمد على خبرته البرلمانية وصلاته القوية داخل أروقة المجلس في تقديم نفسه كمرشح قادر على الجمع بين العمل النيابي والإدارة الحزبية.

أما الاسم الثاني فهو ياسر الهضيبي، سكرتير عام الحزب وعضو مجلس الشيوخ، الذي يراهن على موقعه التنظيمي داخل الحزب وشبكة نفوذه في المحافظات ليحصد الأغلبية في التصويت.

فيما يدخل السباق أيضًا ياسر قورة، القيادي المعروف داخل الحزب، الذي سبق أن تولى منصب مساعد رئيس الوفد للشؤون السياسية والبرلمانية، ويُعرف بمواقفه الإصلاحية ونقده الصريح للأوضاع الداخلية، وهو ما يجعله في نظر أنصاره الأقدر على تجديد دماء الحزب وإعادة الاعتبار له في الشارع السياسي.

ويرى مراقبون أن غياب عبد السند عن المنافسة قد يفتح المجال أمام سباق شرس، لن يقتصر على الطابع الديمقراطي المعتاد، بل قد يشهد تحالفات وتفاهمات خلف الكواليس بين الأجنحة المختلفة داخل الحزب.
وتدور توقعات بأن تتحول المعركة المرتقبة إلى اختبار حقيقي لقدرة الوفد على إدارة خلافاته الداخلية بأسلوب حضاري، خصوصًا أن الحزب يمثل تاريخيًا أحد أهم رموز الحركة الوطنية المصرية.
ومع اقتراب لحظة الحسم، تبدو أروقة الوفد وكأنها مقبلة على مواجهة قد تعيد تشكيل خريطة الحزب لعقود مقبلة، فهل ينجح الوفديون في اختيار قيادة جديدة تعيد للحزب بريقه التاريخي؟ أم أن المنافسة ستترك ندوبًا أعمق في جسد الحزب العريق