الكهربائي الكفيف.. عم رمضان قضى عمره في تصليح الأجهزة ويناشد الرئيس السيسي: نفسي أبني البيت وأجهز بناتي

في قرية عرب الشيخ شبل بمركز المراغة شمالي محافظة سوهاج، يعيش رمضان عبدالرؤوف عبدالله، البالغ من العمر 58 عامًا، والذي يعمل موظفًا بالأوقاف، إلى جانب مهنته التي احترفها منذ سنوات طويلة وهي تصليح الأجهزة الكهربائية المنزلية، ورغم فقدانه البصر، إلا أنه لم يستسلم للظروف، بل أصبح مثالًا للصبر والكفاح، حيث يعمل في إصلاح الغسالات والمراوح والخلاطات، إضافة إلى بعض أعمال صيانة أدوات السباكة البسيطة مثل الحنفيات.
بدأت رحلة الشيخ رمضان، كما يلقبه أهل قريته مع صيانة الأجهزة الكهربائية منذ عام 1998، حيث استطاع تطوير مهاراته تدريجيًا، معتمدًا على الخبرة واللمس والتركيز الشديد في عمله، وبالرغم من فقدانه للبصر، فإنه يتمتع بدقة عالية في تحديد الأعطال وإصلاحها، مما جعله محل ثقة للكثيرين من أبناء قرية عرب الشيخ شبل والقرى المجاورة.
يقول الشيخ رمضان، إن بعض زبائنه يحضرون إليه الأجهزة المعطلة إلى منزله، بينما يذهب هو إلى منازل زباين آخرين لإصلاح أجهزتهم، خاصة عندما يكون المسكن بعيدًا، لمساعدة زبائنه الذين وثقوا فيه وفي صنعته، ويضيف أن زوجته تساعده في مهنته من خلال تعريفه بجهاز الزبون عندما يكون أكثر من جهاز من نفس النوع موجود بالورشة، وكذلك مناولته بعض المفاتيح التي يطلبها.
وعن البضاعة التي تحتاجها صيانة الأجهزة التي يقوم بتصليحها قال الشيخ رمضان أنه يذهب رفقة أصدقائه على موتوسيكل أو يستقل مواصلات ويحضرها من مدينة المراغة، مشيرًا إلى أنه يذهب حوالي ثلاث مرات أسبوعيًا لمدينة المراغة لشراء بضاعته التي تحتاجها ورشته.
ويتابع الكهربائي الكفيف، أنه يؤذن ويؤم المصلين في المسجد القريب من منزله بقرية عرب الشيخ شبل، وهو ما زاد من مكانته بين أهل قريته الذين يرون فيه الصبر والكفاح وحب العمل، رغم ظروفه الصعبة.
ورغم كفاحه المستمر، يواجه الشيخ رمضان، تحديات صعبة، أبرزها حاجته إلى دعم جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني لبناء منزله البسيط لينعم بحياة كريمة، بالإضافة إلى مساعدته في توفير نفقات زواج بناته الثلاث، لهذا وجه العم رمضان عبدالرؤوف ابن مركز ومدينة المراغة بسوهاج، استغاثته إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.