عاجل

وليد هندي: 50% من أطفال مصر يحلمون بأن يكونوا صناع محتوى|فيديو

الدكتور  وليد هندي
الدكتور وليد هندي

كشف الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، خلال لقاء في برنامج "إنسانيات" المذاع على قناة "الشمس"، عن دور الأسرة في بناء وعي أخلاقي لدى الأبناء، موضحًا أن البيت يمثل المسؤولية الأكبر في توجيه الأطفال والمراهقين نحو قيم أخلاقية سليمة، مؤكداً أن التربية تبدأ من الأسرة قبل أن تمتد لتشمل المدرسة والنادي ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار وليد هندي إلى تأثير وسائل الإعلام الحديثة والسوشيال ميديا في تشكيل وعي الشباب، مشيراً إلى أن 50% من الأطفال في مصر يرغبون في أن يصبحوا صناع محتوى، ويعتبرون ذلك وسيلة للشهرة والثراء السريع، مبينًا أن 82% من الأهالي يدعمون هذا الاتجاه، ما يعكس أهمية دور الأسرة في توجيه الأبناء نحو إنتاج محتوى هادف يعكس قيمهم الأخلاقية.

التكنولوجيا والوعي النفسي

أكد وليد هندي أن التكنولوجيا ليست سبباً في الانحرافات السلوكية، لكنها تعكس أحياناً مشاكلنا الأخلاقية والغياب التربوي، مردفًا أن الانفتاح على محتوى غير مناسب عبر الإنترنت قد يؤدي إلى تعزيز سلوكيات خاطئة لدى الشباب، مثل التنمر أو التعرض لسلوكيات غير أخلاقية، مؤكداً أن دور الأب هو تحصين الأبناء فكرياً ومراقبة استخدامهم للتكنولوجيا بشكل واعٍ.

وأشار وليد هندي إلى ضرورة مواجهة الأطفال بالمعلومات الصحيحة عن مخاطر العالم الافتراضي، سواء كانت مرتبطة بالبغاء الإلكتروني أو المحتوى العنيف، وتوضيح الفرق بين القيم الإنسانية والأهداف المالية أو الشهرة الزائفة التي قد يطمعون في الوصول إليها عبر وسائل التواصل.

التحصين الفكري وأهمية الحوار

شدّد وليد هندي على أهمية التحصين الفكري للأطفال من خلال التفاعل اليومي معهم، وإشراكهم في أنشطة فنية وتعليمية، والجلوس معهم لمناقشة ما يشاهدونه على الإنترنت، مؤكدًا أن تخصيص أوقات محددة في المنزل بدون هواتف أو أجهزة ذكية يعزز التواصل الأسري ويمنح الأطفال فرصة لفهم المبادئ الأخلاقية والالتزام بالقيم.

وأوضح وليد هندي أن التواجد المستمر للوالدين، حتى لو كانوا مشغولين أو خارج المنزل، يضمن احترام الأبناء للحدود والقيم، ويعلمهم كيفية اتخاذ قرارات صائبة في حياتهم اليومية، بعيداً عن تأثيرات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

الدين كمرشد للقيم الأخلاقية

ربط وليد هندي بين الدين والقيم الأخلاقية، مؤكداً أن الإسلام يضع ضوابط للسلوكيات ويحترم خصوصية الفرد ويحميه من الاعتداءات، مثل الالتزام بغض البصر وعدم استغلال الآخرين بأي شكل، مشيرًا إلى أن التزام الفرد بالقيم الدينية يساهم في تعزيز وعيه الأخلاقي، ويجعله قادراً على التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ في سلوكياته اليومية.

وشدد على أن الجمع بين التربية الأسرية والدين والطب النفسي يوفر آلية متكاملة لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي، مع الالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاقية، وتحمل المسؤولية تجاه نفسه والمجتمع.

التحديات النفسية والاجتماعية 

أوضح وليد هندي أن الانشغال المستمر بالأجهزة الرقمية قد يؤدي إلى آثار نفسية سلبية، مثل التشتت الذهني، وفرط الحركة، وتأخر الأداء الدراسي، بالإضافة إلى مشاكل في المهارات الاجتماعية والتواصل الإنساني، لذلك أكد على أهمية إشراك الأبناء في أنشطة جماعية وأسرية تساعد على تعزيز تفاعلهم الاجتماعي وتنمية شخصياتهم بشكل متوازن.

<strong>الدكتور  وليد هندي </strong>
الدكتور  وليد هندي 

واختتم وليد هندي حديثه بالتأكيد على أن دور الأب والأم لا يقتصر على الرقابة، بل يشمل التوجيه والإرشاد، وغرس قيم العمل والاعتماد على الذات، والتمييز بين الشهرة السطحية والنجاح الحقيقي المبني على العلم والمهارة، لضمان نشوء جيل واعٍ أخلاقياً وقادراً على مواجهة تحديات العصر الحديث.

تم نسخ الرابط