أحمد أبو اليزيد: مشروع الدلتا الجديدة يستهدف استصلاح 2.02 مليون فدان |فيديو

أكد الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ الزراعة بجامعة عين شمس ورئيس الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، أن مشروع الدلتا الجديدة يمثل نموذجًا متكاملاً للتنمية الزراعية في مصر.
مشروع الدلتا الجديدة
وأضاف خلال مداخلة هاتفية على قناة "اكسترا لايف" أن المشروع يستهدف استصلاح نحو 2.02 مليون فدان، تم تنفيذ حوالي 460 ألف فدان منها حتى الآن، من خلال تحديث العمليات الزراعية وتكاتف كل العاملين في القطاع الزراعي.
وأشار "أبو اليزيد" إلى أن استراتيجية الدولة تشجع الاستثمار الزراعي المحلي والأجنبي، مع توفير البنية التحتية اللازمة، مثل مصادر الطاقة والمياه والطرق، ما يسهم في زيادة الإنتاجية وخلق آلاف فرص العمل، وتطوير الصناعات القائمة على الزراعة، بما يعزز القيمة المضافة للاقتصاد القومي.
الزراعة والصناعات المتكاملة
وأوضح أن مشروع الدلتا الجديدة لا يقتصر على الزراعة فقط، بل يهدف إلى إنشاء مجمعات صناعية زراعية متكاملة، تضم مناطق خدمات وأسواق استراتيجية، مثل مجمع الصناعات الزراعية والصوامع. وأكد أن التحديث المستمر للعمليات الزراعية، مع تعظيم كفاءة استخدام الموارد المائية، يمثل مفتاح نجاح المشروع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أهمية محطات المعالجة الثلاثية للمياه الجوفية والصرف الزراعي، وتطبيق أساليب الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والري السطحي، لتعظيم الاستفادة من كل قطرة ماء، بما يضمن إنتاج محاصيل عالية الجودة مع الحفاظ على الموارد المائية للأجيال القادمة.
الأمن الغذائي وتقليل الواردات
وأوضح "أبو اليزيد" أن مشروع الدلتا الجديدة يسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي، من خلال زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، محاصيل الزيوت، وبنجر السكر، حيث تجاوزت مساحة زراعة بنجر السكر 7500 فدان، ما أدى إلى تحقيق أكثر من 90% من الاكتفاء الذاتي في هذه السلع الأساسية.
كما أشار إلى أن المشروع يساهم في زيادة الصادرات الزراعية، حيث بلغت صادرات البطاطس نحو 1.3 مليون طن، والموالح 1.9 مليون طن، والبصل 2500 طن، مع استمرار النمو في باقي المحاصيل، ما يعكس تأثير المشروع في تحسين الميزان التجاري الزراعي وتقليل الاعتماد على الواردات.
استصلاح ورفع الإنتاجية
وأكد "أبو اليزيد" أن المشروع يوفر أراضٍ جديدة صالحة للزراعة بخطط محدثة، تعتمد على تطوير التقاوي وإنتاج أصناف نباتية مبكرة، ما يقلل فترة النمو ويحسن كفاءة استهلاك المياه، مضيفًا أن هذه الخطط تشمل محاصيل استراتيجية وأخرى تصديرية، ما يضمن تحقيق دخل قومي أعلى وتحقيق تنافسية للمنتج المصري في الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن استخدام الأساليب الحديثة في الري، مثل الري بالرش والري تحت السطحي (البيفوت والرايب)، إلى جانب محطات تحلية المياه والاستفادة من المياه الجوفية، يسهم في ترشيد الموارد المائية وتحقيق إنتاجية أعلى لكل فدان، بما يعزز الاستدامة الزراعية.

مواجهة التحديات المائية
أختتم أحمد أبو اليزيد بالتأكيد أن المشروع يولي اهتمامًا كبيرًا لإدارة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية وشح المياه، مع التركيز على الاستفادة القصوى من مياه الأمطار والمياه الارتوازية، بالإضافة إلى إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي ومعالجة مياه الصرف بطريقة ثلاثية.
وشدد أحمد أبو اليزيد على أن هذه الإجراءات، إلى جانب إنتاج أصناف نباتية تتحمل المياه متوسطة الملوحة، ستضمن استمرار الإنتاج الزراعي بكفاءة عالية، وتحقيق التوازن بين الأمن الغذائي الداخلي وزيادة الصادرات، ما يجعل مشروع الدلتا الجديدة حجر زاوية في التنمية الزراعية المستدامة في مصر.