أحمد هلال: العلاج الطبيعي منح «مايا» حياة جديدة بعد الشلل الدماغي |فيديو

أعلن الدكتور أحمد هلال، رئيس الفريق الطبي المصري الذي أشرف على حالة الطفلة الجزائرية مايا، عن نجاح خطة علاج طبيعي مكثفة ساهمت في إنقاذها من تبعات الشلل الدماغي، لتستعيد قدرتها على الحركة بعد سنوات من المعاناة.

وقال أحمد هلال، في مداخلة هاتفية مع برنامج "مساء جديد" المذاع عبر قناة المحور الفضائية، إن الطفلة لم تعد مقعدة كما كانت، بل أصبحت قادرة على ممارسة حياتها اليومية بشكل شبه طبيعي، وهو ما اعتبره إنجازًا طبيًا وإنسانيًا كبيرًا.

كيف كانت معاناة الطفلة؟

أوضح أن مايا كانت تعاني من فقدان شبه كامل لقدرتها على الحركة، رغم أنها كانت تحتفظ بقدرات ذهنية طبيعية للغاية وتفهم كل ما يدور حولها، قائًلا: "الأصعب لم يكن فقط العجز الحركي، بل الأثر النفسي القاسي على طفلة ترى أقرانها يمرحون ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، بينما هي عاجزة حتى عن الذهاب للحمام وحدها".

وأكد "هلال" أن نجاح الفريق في تمكين الطفلة من الاعتماد على نفسها ولو جزئيًا، يمثّل نقلة نوعية في حياتها اليومية، ويمنحها وعائلتها أملًا جديدًا في مستقبل أفضل.

برنامج علاجي مكثف 

وكشف أحمد هلال أن الفريق المصري استخدم برنامجًا متطورًا في العلاج الطبيعي يُعرف باسم "البرنامج المكثف للعلاج الطبيعي – Intensive PT Program"، وهو أسلوب علاجي غير مطبق على نطاق واسع في دول العالم، بينما أصبح لمصر فيه ريادة واضحة.

وأضاف أن هذا البرنامج يعتمد على تدريب المخ لاكتساب مهارات حركية جديدة، بدلًا من التركيز فقط على العضلات، لأن المشكلة الأساسية في الشلل الدماغي تكمن في المخ نفسه وليس في العضلات.

وجهة لعلاج الشلل الدماغي

وأشار أحمد هلال إلى أن المركز الطبي الذي يديره في مصر يستقبل أطفالًا من مختلف أنحاء العالم، وليس فقط من الدول العربية، موضحًا أن هناك حالات قادمة من أوروبا، والولايات المتحدة، وكندا، وإيرلندا، طلبًا لهذا النوع الفريد من العلاج.

وأوضح أحمد هلال أن النتائج المبهرة التي تحققها الفرق الطبية المصرية جعلت من القاهرة وجهة علاجية مفضلة لعائلات تبحث عن الأمل، لاسيما في حالات معقدة كالشلل الدماغي، التي كثيرًا ما تُعتبر ميؤوسًا منها في بلدان أخرى.

معجزة طبية بأيدي مصرية

وأكد أحمد هلال أن نجاح علاج الطفلة مايا لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهود علمية ودراسات وأبحاث مستمرة أثبتت أن البرامج العلاجية المكثفة هي الأكثر فاعلية في تحسين قدرات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.

وأضاف: "مايا اليوم تستطيع أن تتحرك، تعتمد على نفسها في بيتها، وتعيش حياتها بصورة طبيعية إلى حد كبير، وهذا لم يكن ممكنًا لولا إصرار الفريق الطبي المصري، ودعم أسرتها التي لم تفقد الأمل".

رسالة أمل لكل الأسر

لم يتوقف إنجاز الفريق عند حدود النجاح الطبي فقط، بل حمل أيضًا بُعدًا إنسانيًا عميقًا. فقد وصف أحمد هلال المشاعر التي انتابته وفريقه عند رؤية مايا تتحرك لأول مرة بأنها "لحظة لا تُنسى"، مضيفًا أن الفرحة انعكست بشكل مضاعف على والديها الذين رأوا حلمًا بعيد المنال يتحقق أمام أعينهم.

وأشار أحمد هلال إلى أن هذا النجاح يمثل رسالة أمل لكل الأسر التي تعاني مع أطفالها من أمراض مشابهة، بأن هناك دومًا فرصة للشفاء إذا توافرت الإرادة والعلم معًا.

الطب المصري في خدمة العالم

اختتم أحمد هلال تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تمتلك خبرات طبية متقدمة تجعلها قادرة على المنافسة عالميًا في مجالات الطب والعلاج الطبيعي، داعيًا إلى المزيد من الاستثمار في الأبحاث العلمية لدعم هذه النجاحات.

وشدد: "إنجاز مايا ليس نهاية المطاف، بل بداية لمسيرة طويلة نطمح أن تمتد لإنقاذ آلاف الأطفال حول العالم. مصر تملك من الكفاءات والبرامج العلاجية ما يؤهلها لتكون رائدة عالميًا في هذا المجال".