بحوث الصحراء تطلق تدريبًا عمليًا بسيوة لتحسين جودة التمور المحلية

في إطار رؤية الدولة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في المناطق الصحراوية، وتنفيذًا لتوجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبتكليف من الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، نظّمت محطة بحوث سيوة التابعة للمركز دورة تدريبية ميدانية تحت عنوان:"عمليات متطورة لتحسين جودة التمور السيوية"، وذلك بهدف نقل الممارسات الحديثة للمزارعين المحليين والارتقاء بجودة إنتاج التمور بما يلائم المعايير العالمية.
مكافحة الآفات
وأكد الدكتور محمد عزت، نائب رئيس المركز للمشروعات والمحطات البحثية، أن الدورة تأتي ضمن خطة المركز لتحسين الممارسات الزراعية بمحصول النخيل، حيث تم التركيز على استخدام مواد طبيعية وبيولوجية لمكافحة الآفات الشائعة مثل سوسة النخيل الحمراء والأكاروس، وذلك للحد من استخدام المبيدات الكيميائية، والاتجاه نحو إنتاج تمور آمنة غذائيًا وخالية من متبقيات المبيدات.
وشدد عزت على أهمية تطبيق تقنيات حديثة مثل "التقويس" و"التكييس" باستخدام أكياس بولي إيثيلين متخصصة (نسيج الثيرام) لحماية السباطات من العوامل البيئية والحشرات، كما تم تنفيذ هذه التقنيات بشكل عملي في الحقول، بمشاركة خبراء من المركز ومهندسين زراعيين مختصين.
وأشار إلى أن الدورة شملت أيضًا عدة معاملات زراعية ضرورية لتحسين جودة المحصول، مثل التقليم، تكرار التلقيح، مكافحة الآفات، خف العقد، وتقليل عدد السباطات لكل نخلة بما يسمح بتركيز العناصر الغذائية ورفع جودة الثمار.
واختتمت الدورة بتطبيق عملي من قبل المتدربين الذين قاموا بأنفسهم بتنفيذ ما تعلموه، ما أضفى على التدريب طابعًا تطبيقيًا يعزز فرص الاستفادة المباشرة في مزارعهم الخاصة.
حلول مبتكرة لأزمة الأعلاف
وفي سياق متصل، أعلن الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن محطة بحوث جنوب سيناء التابعة للمركز نجحت في تنفيذ تجارب ميدانية مبتكرة لمواجهة أزمة نقص الأعلاف، وهي من أبرز التحديات التي تواجه تنمية الثروة الحيوانية في المناطق الصحراوية.
وأوضح شوقي أن التجارب اعتمدت على زراعة محاصيل علفية تتحمل الملوحة والظروف المناخية الصعبة، في ظل محدودية الموارد المائية، بالإضافة إلى إعادة تدوير مخلفات التصنيع الزراعي وتحويلها إلى أعلاف بديلة، في نموذج متكامل يسهم في تقليل التكلفة ودعم المربين المحليين.
وأكد أن هذه المبادرات تأتي ضمن استراتيجية وزارة الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي ورفع كفاءة الموارد الطبيعية في البيئات الهشة، مشيرًا إلى أن المركز يعمل بالتوازي على نقل هذه التجارب الناجحة إلى مناطق أخرى في سيناء والواحات والظهير الصحراوي.
دعم مباشر للمزارعين وتحقيق للتنمية المستدامة
من جهته، أشاد الدكتور رمضان الشافعي، رئيس محطة بحوث سيوة، بالتفاعل الكبير من المزارعين المحليين مع الدورة التدريبية، مؤكدًا أن المحطة تعمل باستمرار على توفير الدعم الفني والإرشاد الزراعي، وتطبيق نتائج الأبحاث على أرض الواقع، تنفيذًا لاستراتيجية مركز بحوث الصحراء الرامية إلى تطوير المحاصيل الاستراتيجية ورفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية.
وأضاف الدكتور أنور أبو بكر، نائب رئيس المحطة، أن تطوير زراعة التمور في سيوة يفتح الباب أمام فرص تصديرية واعدة، خاصة في ظل الطلب العالمي على التمور عالية الجودة، مشيرًا إلى أن التحول إلى الممارسات الزراعية الآمنة والحديثة أصبح ضرورة لمواكبة الأسواق الدولية.