عاجل

هل يجوز سجود التلاوة بغير وضوء؟.. دار الإفتاء تكشف شروطها

سجود التلاوة
سجود التلاوة

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا توضيحيًا حول حكم سجود التلاوة واشتراطات صحة هذا السجود، مؤكدة أن سجود التلاوة يعد سنة مؤكدة في حق القارئ والسامع للآيات التي يُشرع فيها السجود، وهو من الأعمال التعبدية التي يحث عليها الشرع لما فيها من الخشوع والخضوع لله عز وجل.

هل يجوز سجود التلاوة بغير وضوء؟

وأشارت دار الإفتاء إلى أن سجود التلاوة هو سجود خاص يصح أن يؤديه المسلم عند قراءة أو سماع آيات معينة من القرآن الكريم، تسمى بمواضع سجود التلاوة. وهذه المواضع محددة في المصحف الشريف بعلامات مميزة لتسهيل معرفة مكانها على القارئ والسامع.

واستعرض البيان الشرعي الموثق أن سجود التلاوة لا يصح إلا بشرط الطهارة، كما هو الحال في جميع أنواع السجود في الإسلام، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر" (رواه البخاري ومسلم). ويقصد بالطهارة هنا الوضوء أو التيمم في حالة عدم توفر الماء.

كما أضافت دار الإفتاء أن استقبال القبلة شرط أساسي لصحة سجود التلاوة، بالإضافة إلى ستر العورة كما هو واجب في كل سجود من سجودات الإسلام. وأوضحت أن السجود يبدأ بتكبير يرفع به اليدين، ثم يضع الجبهة والأنف على الأرض مع أعضاء السجود الأخرى (الكفين، الركبتين وأطراف القدمين)، ثم يرفع ويكبر، مع عدم الحاجة إلى التشهد أو التسليم في هذا السجود.

وأكد البيان أن هذا السجود هو تعبير عن الخضوع والعبودية لله عز وجل، وهو طريقة للتعبير عن التذلل والاعتراف بعظمة الله عند سماع أو قراءة آيات عظيمة تشمل مواضع السجود. ولذلك، يُثاب المسلم الذي يؤدي هذا السجود ويُكفر ذنوبه كما ورد في الحديث النبوي: "من قرأ آية فيها سجدة فليصلِّ والساجد فله أجر الساجد، وأجر القارئ" (رواه مسلم).

وأشارت دار الإفتاء إلى أن بعض الفقهاء أجازوا التيسير في بعض الحالات التي تعذر فيها الطهارة، مستشهدين بما ورد عن بعض الصحابة من السجود للتلاوة دون وضوء في ظروف الضرورة، ولكن هذا الاستثناء لا يجوز إلا في حال المشقة والضرورة، وإلا فإن السجود بلا طهارة لا يصح ولا يُثاب عليه.

كما أوضحت أن المسلم إذا لم يتمكن من السجود بسبب عدم الطهارة أو أي عذر آخر، يُسن له أن يذكر بدلاً من السجود بعض الأذكار التي تعبر عن الخضوع مثل قول: "سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، والله أكبر"، مستندة إلى فتوى العلماء المعاصرين التي تسمح بذلك.

وشددت دار الإفتاء على أهمية تحري الخشوع والنية الصادقة عند أداء سجود التلاوة، مشيرة إلى أن ذلك يعزز من أثر العبادة على النفس ويزيد من القرب إلى الله سبحانه وتعالى.

وفي ختام البيان، دعت دار الإفتاء الجميع إلى تعظيم كتاب الله بالحرص على أداء السجود عند مواضعه، مع مراعاة شروطه من الطهارة واستقبال القبلة وستر العورة، وأن يكون ذلك في إطار العبادة الخالصة لله تعالى، متمنية من الله أن يعين المسلمين على طاعته ويثبتهم على الطريق المستقيم.

تم نسخ الرابط