عاجل

هل يجوز تأخير سُنة الفجر بدعوى عدم دقة التوقيت الرسمي؟ الإفتاء تحسم الجدل

صلاة الفجر
صلاة الفجر

في ردٍّ حاسمٍ على ما تم تداوله مؤخرًا من مزاعم حول عدم دقة توقيت صلاة الفجر في التقويم المعتمد، أكدت دار الإفتاء المصرية أن التوقيت الحالي لصلاتي الفجر والصبح صحيح ومعتمد من الجهات العلمية المختصة، وأن دعوى تقديم الأذان على وقته الشرعي ليست قائمة على أي دليل علمي شرعي أو كوني معتبر.

وأوضحت الدار في بيان رسمي، أن توقيت صلاة الفجر المعمول به حاليًّا مستقرٌّ منذ عقود، وقد أقرّه علماء الفلك المسلمون واللجان العلمية المتخصصة، بعد دراسة العلامات الشرعية التي نصّت عليها السنة النبوية في دخول وقت الفجر الصادق، والمتمثلة في الضوء المنتشر المستطير الذي يظهر في الأفق.

وشددت دار الإفتاء على أنه لا يجوز تأخير سُنة الفجر إلى ما بعد أداء الفريضة بدعوى الاحتياط أو التشكيك في التوقيت، مؤكدة أن مثل هذه الآراء التي تُطلق من غير المتخصصين تُحدث بلبلة بين الناس، وتشق صف الجماعة، وتُعد تعديًا على دور المؤسسات الدينية والعلمية الرسمية، وتفريقًا لوحدة المسلمين في أداء شعائرهم.

ودعت الدار إلى عدم الالتفات إلى هذه المزاعم، أو نشرها بين الناس، مشيرة إلى أن الطعن في توقيت صلاة الفجر يؤثر على صحة عبادات ملايين المسلمين، ولا ينبغي الخوض في مثل هذه المسائل إلا في الأطر العلمية المغلقة التي تضم المختصين فقط.

كما استشهدت الدار بعدد من الأحاديث النبوية التي فرّقت بين الفجر الكاذب والصادق، وذكّرت بأن النبي صلى الله عليه وسلم ميّز بين الفجر الذي يظهر ضوؤه عرضًا في الأفق، وهو وقت دخول الصلاة، وبين الفجر الكاذب الذي يكون ضوءه مستطيلًا في السماء.

وختمت دار الإفتاء المصرية بيانها بالتأكيد على أن الأصل في الأمور العامة هو التزام الجماعة والثقة بأهل التخصص، وأن الاجتهاد الفردي في هذه القضايا الحساسة دون علم شرعي أو فلكي يُعدّ مخالفة شرعية ومنهجية، محذرة من الانسياق وراء الشائعات أو الفتاوى الفردية غير المعتمدة.

ما حكم قراءة القرآن قبل صلاة الفجر في المسجد؟

يتساءل كثير من المسلمين عن حكم قراءة القرآن قبل صلاة الفجر في المساجد، خاصة مع انتشار هذه العادة في بعض المناطق، واعتراض بعض الناس على مشروعيتها. وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من ذلك، بشرط عدم رفع الصوت بما يسبب إزعاجًا للمصلين أو السكان، وأن يتم اختيار أصحاب الأصوات الحسنة من القراء، كما هو الحال في إذاعة القرآن الكريم.

حكم قراءة القرآن قبل الفجر

أكدت دار الإفتاء أن قراءة القرآن قبل الفجر في المسجد أمر مشروع، استنادًا إلى عموم النصوص القرآنية التي دعت إلى تلاوة كتاب الله والتعبد به في كل وقت، قال تعالى:
﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 27]،
كما قال سبحانه: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
ولم يأتِ في الشرع ما يمنع من القراءة قبل الأذان، بل إن منعها هو المخالف للشرع، لأن الأصل في العبادات المشروعة أنها تجوز في كل وقت إلا إذا جاء نص يخصصها.

الاجتماع على تلاوة القرآن

أضافت دار الإفتاء أن الاجتماع على قراءة القرآن قبل الفجر مشروع أيضًا، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلم.
ومن المقرر أن الأمر المطلق يقتضي العموم في الأشخاص والأزمنة والأمكنة، وبالتالي لا يجوز تضييق ما وسّع الله ورسوله.

ضوابط قراءة القرآن قبل الفجر

وضعت دار الإفتاء بعض الضوابط التي ينبغي مراعاتها في هذه العبادة، ومنها:

عدم رفع الصوت بالمكبرات بشكل يزعج الناس.

اختيار القراء من أصحاب الأصوات الحسنة.

مراعاة أن الغرض من القراءة هو تهيئة القلوب لذكر الله واستقبال صلاة الفجر بروحٍ إيمانية

تم نسخ الرابط