مطاردة ومحاولة خطف.. تفاصيل مشاجرة طاحنة بين طبيب وطليقته على خلفية طفلتهم

تشهد حياة العديد من الأسر المصرية صراعات زوجية حادة تتنوع أسبابها وطرق تفجرها، إلا أن النتيجة غالبًا ما تكون واحدة، حيث يكون الضحية الأساسي أطفال بلا ذنب، يتأثرون نفسيًا واجتماعيًا بسبب الخلافات بين والديهم.
آخر هذه الصراعات الطاحنة كانت بين طبيب وزوجته اللذين نشب بينهما خلاف عنيف في إحدى مناطق أكتوبر الراقية، تحول إلى معركة مفتوحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أبرز مدى تأثر الأطفال وأسرهم بتداعيات الانفصال.
تفاصيل الأزمة من وجهة الزوجة
نشرت السيدة "ميرنا" روايتها لما حدث، حيث قالت إنها وأثناء استقلالها السيارة برفقة والدها وطفلتها تعرضت لمطاردة من طليقها، الذي يسكن في الفيلا المجاورة لهم.
وأضافت أن طليقها أقدم على كسر الطريق أمامهم بالقوة، ونزل من سيارته واعتدى بالضرب على والدها، في محاولة منه لخطف الطفلة بالقوة والسفر بها إلى الخارج، رغم أنه لم يطالب برؤيتها خلال العام الماضي، ولم يسدد نفقتها رغم وجود حكم قضائي يجيز له لقاء الطفلة داخل أحد الأندية.
وأوضحت "ميرنا" أن طليقها كان يهاجمها لفظيًا ويستخدم ألفاظًا نابية وشتائم أمام الجيران والمارة، وأن الموقف تصاعد حينما حمل سلاحًا أبيض (شومة) وبدأ في التهديد، مما أثار الذعر في المنطقة. كما تدخلت أسرة الزوج السابق، حيث حاولوا منعها من تصوير المشاجرة، بل وسعت والدته لكسر هاتفها.
وأضافت أن المشاجرة تطورت حين حاول طليقها اقتحام منزلها، وكسر باب الفيلا، بل وأراد تحطيم باب الجراج بسيارته. وأشارت إلى أن لديها محاضر رسمية متعددة ضد طليقها تتضمن تهديدات واعتداءات لفظية وجسدية، مؤكدة أن نشرها للفيديو جاء بعد أن شعرت بخطورة تصاعد الأمور.

رد الزوج من خلال فيديو على فيسبوك
في المقابل، نشر الزوج فيديو أكد فيه أن سبب الخلاف يعود إلى حرمانه من رؤية ابنته لمدة عام ونصف، معلقًا أن طليقته وأهلها يسكنون في العمارة المجاورة ويمتنعون عن السماح له بلقاء الطفلة. وأضاف أن الطليقة تحاول استفزازه باستمرار.
وكشف الزوج أن المشاجرة نشبت بعدما شاهد الطفلة في سيارة والد طليقته، حيث حاول إخراجها من الجراج لمنع لقائه بها، فتصاعدت الأحداث وحدثت مشاجرة تعرض خلالها للضرب والعض من قبل والد طليقته وإخوته، مما أدى لإصابته بجروح.
وأوضح أنه توجه إلى قسم الشرطة للتحرير محضر، وتم التصالح، إلا أن الفيديو انتشر على السوشيال ميديا، واعتبره "تشهيرًا وابتزازًا" من قبل طليقته وأهلها.
الخلافات الزوجية وأثرها النفسي والاجتماعي
تُبرز هذه الأزمة نموذجًا متكررًا للخلافات الزوجية التي تتحول من مشاجرات خاصة إلى نزاعات علنية، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلت الخلافات الأسرية مادة للرأي العام، مما يزيد من معاناة الأطفال الذين يصبحون أداة للخصام.
ورغم تعدد أسباب الخلافات بين الزوجين، إلا أن الأطفال هم الضحية الأكبر، إذ يعانون من التوتر والضغط النفسي الناتج عن النزاعات، مما يؤثر سلبًا على تطورهم الاجتماعي والنفسي.
نداء للحفاظ على حقوق الأطفال وحماية الأسرة
تؤكد هذه القصة ضرورة اتخاذ خطوات جدية لتوفير الدعم القانوني والنفسي للأسر المتأزمة، مع تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على حقوق الأطفال وحمايتهم من أزمات الانفصال التي لا تخلُ من تداعيات مؤلمة.
كما تدعو إلى ضرورة احترام القوانين المتعلقة بالنفقة ورؤية الأبناء، وتجنب التصعيد الإعلامي الذي قد يزيد الأمور تعقيدًا، في ظل حاجة الأطفال الملحة لبيئة مستقرة وآمنة.