يوسف الحسيني يكشف: النمو مقابل التحديات المعيشية واستلهام التجارب العالمية

أكد الإعلامي يوسف الحسيني، أنه ملتزم بطرح الحقيقة الاقتصادية دون مواربة، قائلاً: "أنا شاطر جدًا في الاقتصاد.. وهقولك الحقيقة وبس"، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين الوضع الاقتصادي والنمو الاقتصادي من جهة، والأوضاع المعيشية اليومية للمواطنين من جهة أخرى، مبينًا أن النقد لا يعني الهجوم على الدولة، لكنه ضرورة لفهم واقع الاقتصاد والمجتمع بشكل دقيق.
وأشار يوسف الحسيني، خلال تقديمه برنامج "مساء جديد" على قناة المحور، إلى أن البعض يختلط عليهم الأمر بين الأرقام الاقتصادية الرسمية وبين تجربة الحياة اليومية، موضحًا أن الاقتصاد المصري يحقق نموًا، لكنه لا يخفف دائمًا من الضغوط التي يشعر بها المواطنون في حياتهم اليومية، مثل ارتفاع الأسعار، مصاريف المدارس، الإيجارات، والنفقات الشخصية، والتي تشكل تحديًا حقيقيًا للأسر.
الفارق بين النمو والأوضاع
أوضح أن النمو الاقتصادي يعني زيادة الإنتاج والتوسع في النشاط الاقتصادي، ويُقاس بالأرقام والنسب الرسمية، بينما الوضع المعيشي يتعلق بتكاليف الحياة اليومية التي تؤثر على جودة حياة المواطن مباشرة، قائًلا: "الوضع الاقتصادي السيء يفيد بأنه لا يوجد نمو، أما إذا كان هناك نمو حتى بنسبة محدودة فهذا يعني أن الاقتصاد يسير، لكن الأوضاع المعيشية قد تكون صعبة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار".
وأكد "الحسيني" أن السياسة الاقتصادية تتضمن قرارات قد تكون صائبة أو تحتاج للتعديل، موضحًا أن بعض السياسات السابقة لم تكن مثالية، لكن المقارنة مع التجارب الدولية مثل الصين وكوريا الجنوبية تظهر أن الطريق للتطوير الاقتصادي طويل ومعقد.
التجربة الصينية ودروس التنمية
استخدم يوسف الحسيني تجربة الصين كنموذج لتوضيح أن النجاح الاقتصادي يحتاج إلى صبر وإدارة دقيقة، مشيرًا إلى أن الفترة بين 1979 ومنتصف التسعينيات كانت صعبة للغاية على المجتمع الصيني، ولكنها مهدت الطريق لتحول اقتصادي شامل ونجاح في القطاعات الصناعية والتعليمية والتكنولوجية، مضيفًا أن المجتمع المصري يختلف في تركيبه وطبيعته، وبالتالي لا يمكن تطبيق التجارب الأجنبية بنفس الشكل، لكن يمكن استخلاص الدروس المناسبة.
وأشار إلى أن الصين استطاعت تحويل اقتصادها عبر سياسات مدروسة، مما جعلها اليوم منافسًا عالميًا في الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا، مؤكداً على أهمية التعلم من التجارب العالمية دون تجاهل خصوصية المجتمع المصري.
مصر تحقق نموًا رغم التحديات
أوضح أن الاقتصاد المصري يحقق معدل نمو يتراوح بين 4% و6% تقريبًا، ويحتل ترتيبًا جيدًا على مستوى المنطقة، مقارنة ببعض الدول الشقيقة التي تتمتع برأسمال تراكم كبير، قائًلا: "هذا يعني أن المسار الاقتصادي لمصر ليس سيئًا، لكنه يواجه تحديات مرتبطة بالتركيبة الاجتماعية وطبيعة الأسرة المصرية وطموحاتها"، لا سيما أن تقييم الاقتصاد يجب أن يكون مبنيًا على أرقام وحقائق، وليس على الانطباعات أو التهويل.
اختتم يوسف الحسيني حديثه بالتأكيد على أهمية التفرقة بين النمو الاقتصادي والأوضاع المعيشية اليومية، والاعتراف بالتحديات التي تواجه المواطن، قائًلا: "أنا أقول الحقيقة كما هي، سواء أحبها الناس أو لم يحبونها، الواقع الاقتصادي المصري يُظهر نموًا لكنه يحتاج لمعالجة تحديات المعيشة وتحسين السياسات لضمان حياة أفضل للمواطنين".

مواجهة الحقائق الاقتصادية
وأضاف يوسف الحسيني أن الشفافية في تناول الاقتصاد تساعد على اتخاذ قرارات واعية ودقيقة، وتوفر للجمهور صورة واضحة عن مسار التنمية، مؤكداً أن مواجهة الحقائق الاقتصادية بوعي ومعرفة تفصيلية هي الخطوة الأساسية لبناء مستقبل مستقر وناجح.