برلمانيون: إعلان المجاعة في غزة جريمة إبادة جماعية وإدانة لصمت المجتمع الدولي

حذر عدد من أعضاء مجلس النواب المصري، اليوم، من خطورة الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، بعد إعلان الأمم المتحدة رسميًا عن دخول نحو نصف مليون فلسطيني في مرحلة المجاعة، بالإضافة إلى أكثر من مليون آخرين يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.
ووصف النواب ما يجري في القطاع بأنه جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ ما يقرب من عامين تحت حصار خانق، مؤكدين أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الكارثة سيكون وصمة عار في جبين الإنسانية، ما لم تتحرك الجهات الدولية والعربية لفتح المعابر وضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية.
أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث
وفي تصريح خاص، أكد النائب عمرو القطامي، عضو مجلس النواب، أن ما يحدث في غزة اليوم يمثل أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث، مشددًا على أن استمرار الصمت الدولي على هذه الجرائم النكراء يعتبر خيانة للقيم الإنسانية والأخلاقية.
وأوضح أن إعلان المجاعة يشكل جرس إنذار عاجل للمجتمع الدولي، ويعكس حجم الجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وهو ما يرقى إلى مستوى إبادة جماعية متكاملة الأركان.
وأضاف "القطامي" أن المساعدات الإنسانية التي ما تزال متكدسة على الحدود لا فائدة منها ما دامت غير قادرة على الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها داخل القطاع، داعيًا إلى ضرورة فرض إجراءات عملية على إسرائيل تضمن فتح المعابر على وجه السرعة، لإنقاذ المدنيين من الموت جوعًا ومرضًا.
حجم الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال
من جانبها، أكدت النائبة إيلاريا سمير حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، أن الإعلان الرسمي عن المجاعة في قطاع غزة يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت حصار خانق.
ووصفت هذه الانتهاكات بأنها جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، مشددة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
وأشارت النائبة إلى أن التعنت الإسرائيلي في إغلاق المعابر ورفض إدخال المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية، معربة عن قلقها من وقوع كارثة إنسانية كبرى في ظل استمرار هذه السياسات.
وأضافت أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون بالفعل في حالة مجاعة، فيما يعاني أكثر من مليون ونصف فلسطيني آخرين من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
كما أكدت النائبة على ضرورة ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال المساعدات، مطالبة المجتمع الدولي بضمان توزيع المساعدات الإنسانية بشكل عادل ومنصف على كافة الفلسطينيين في القطاع.
كما أشارت إلى أن مصر لم تغلق معبر رفح يومًا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدة أن مصر تبقى الداعم الحقيقي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967.
تطبيق مبادرة حل الدولتين
وشددت على أن الحل السياسي، عبر تطبيق مبادرة حل الدولتين، هو السبيل الوحيد لوقف النزاع في المنطقة وضمان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي والأطراف المعنية للعمل على وقف المأساة الإنسانية ورفع الحصار وضمان إيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين، في ظل استمرار المواجهات وتصاعد أعداد الضحايا.