إيناس حمدان: غزة على حافة مجاعة غير مسبوقة والأطفال الأكثر تضررًا |فيديو

أكدت الدكتورة إيناس حمدان، مدير إعلام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة، أن القطاع يعيش أخطر مراحله الإنسانية مع اقتراب شبح المجاعة، محذرة من انهيار شامل للأمن الغذائي يهدد حياة الملايين.
أرقام صادمة حول سوء التغذية
وأوضحت إيناس حمدان ، في مداخلة عبر الإنترنت على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن ما يحدث في غزة تجاوز حدود الأزمة الإنسانية ليصل إلى مستوى الكارثة الحقيقية، إذ بات السكان يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق.
ولفتت إيناس حمدان إلى أن التقرير الأممي الأخير كشف مؤشرات خطيرة، أبرزها ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، ففي نهاية مارس الماضي كانت النسبة تقدر بـ5%، لكنها قفزت بشكل مروّع لتصل إلى أكثر من 15% في يوليو، قبل أن ترتفع في مدينة غزة وحدها مع بداية أغسطس إلى نحو 28%..
التقرير الأممي الأخير
وتابعت إيناس حمدان: "هذه الأرقام تعكس مدى الانهيار المتسارع في الأوضاع الصحية والمعيشية داخل القطاع، خاصة بين الفئات الأضعف كالنساء والأطفال، ما يهدد بموجة وفيات واسعة إذا لم يتم التدخل الفوري والعاجل".
وأشارت إيناس حمدان إلى أن التقارير الأممية تتوقع دخول مناطق الوسط والجنوب في غزة مرحلة المجاعة خلال أسابيع قليلة، إذا استمر تعطيل دخول المساعدات وعدم توفير الكميات اللازمة.
الأمم المتحدة تحذر من المجاعة
وأضافت إيناس حمدان أن وكالة الأونروا، باعتبارها المنظمة الأكبر في تقديم الخدمات الإغاثية للفلسطينيين، تجد نفسها عاجزة في الوقت الراهن بعد نفاد مخازنها وتوقف عمليات التوزيع الغذائي، مؤكدة الحاجة الملحّة لإدخال مساعدات عاجلة تتناسب مع حجم الكارثة.
ولفتت إيناس حمدان إلى أن توقف توزيع المساعدات ترك الأسر الفلسطينية في مواجهة مباشرة مع الجوع، خاصة أن اعتماد معظم السكان في القطاع يعتمد بشكل كامل على المساعدات الغذائية.
توقف المساعدات الغذائية
وشددت إيناس حمدان على أن غياب هذه المساعدات في ظل الحصار والدمار الواسع للبنية التحتية جعل من الصعب على الأهالي الحصول على أي بدائل لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وانتقدت إيناس حمدان الآلية الحالية المعروفة باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" لتوزيع المساعدات، واصفة إياها بأنها غير إنسانية وتحوّلت إلى ما يشبه "مصائد الموت".
انتقاد آلية التوزيع الحالية
وأوضحت إيناس حمدان أن الأمم المتحدة كانت تدير في السابق أكثر من 400 نقطة توزيع داخل القطاع، تضمن وصول المساعدات بشكل عادل ومنظم لجميع السكان، لكن العدد تقلص الآن إلى أربع نقاط فقط، وهو ما لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وأختتمت إيناس حمدان بالتأكيد على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على سلطات الاحتلال من أجل إعادة تفعيل آلية التوزيع الأممية السابقة، التي كانت أكثر عدالة وكفاءة في إيصال الغذاء للمحتاجين، مؤكدة أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة.

دعوة للضغط الدولي
كما شددت إيناس حمدان على أن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحرك سريعًا لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودائم، بما يوقف نزيف الجوع وينقذ ما تبقى من المنظومة الإنسانية في غزة.