أحمد سيد: الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح والمجتمع الدولي شريك بالصمت |فيديو

اعتبر الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، "نقطة سوداء في جبين البشرية"، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة يمثل جريمة ممنهجة بحق المدنيين تحت سمع وبصر العالم، موضحًا أنه في مشهد غير مسبوق بتاريخ الشرق الأوسط، وصفت الأمم المتحدة الوضع في قطاع غزة رسميًا بـ"المجاعة"، لتكون المرة الأولى التي يُطلق فيها هذا الوصف على منطقة في المنطقة.
المجاعة تفضح الادعاءات
وأوضح أحمد سيد أحمد، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الإعلان الأممي "يضحد كل الادعاءات والأكاذيب التي حاولت بعض الأطراف إلصاقها بالدور المصري"، مشددًا على أن القاهرة بذلت جهودًا كبيرة لتمرير المساعدات، بينما الاحتلال الإسرائيلي هو الذي حال دون وصولها.
وأكد أن الاحتلال "أعاق منظمات الأمم المتحدة واستهدف وكالاتها، واستخدم سلاح التجويع ضد شعب أعزل، مع استهداف مباشر للنساء والأطفال".
ورطة أخلاقية للمجتمع الدولي
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن هذا الإعلان يكشف "أوراق المجتمع الدولي والنظام العالمي"، الذي يتحمل مسؤولية مباشرة عن الكارثة بسبب تراخيه وتقاعسه عن الضغط على الاحتلال.
وأوضح أحمد سيد أحمد أن البيانات الأممية وحدها لا تكفي لإنقاذ الأرواح، مؤكدًا أن ما جرى في غزة يمثل ورطة أخلاقية وقانونية للمجتمع الدولي الذي يكتفي بالمشاهدة دون ردع لإسرائيل.
غياب التغيير المرتقب
مشيرا إلى أنه لا يعتقد أن الإعلان الأممي سيحدث تغييرًا حقيقيًا في مواقف القوى الكبرى، خاصة مع تشكيك قادة الاحتلال في تقارير الأمم المتحدة.
واعتبر أحمد سيد أحمد أن هذه السياسة ليست جديدة، إذ اعتادت إسرائيل التشكيك في المنظمات الدولية كوسيلة للهروب من المساءلة، بينما يظل الموقف الدولي خجولًا في مواجهة هذه الانتهاكات.
مخططات عسكرية خطيرة
وتحدث أحمد سيد أحمد عن المخططات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الاحتلال "يتحدى المجتمع الدولي، ويمضي في خططه الخبيثة الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية"، مبينه أن هناك استراتيجية واضحة تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لقطاع غزة عبر التهجير القسري، وهو ما يعكس أن الأزمة الإنسانية ليست نتيجة عارضة للحرب، بل جزء من خطة مدروسة.
وأضاف أحمد سيد أحمد أن الاحتلال منذ البداية تبنى ما أسماه بـ"استراتيجية الجحيم"، والتي تقوم على تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة عبر القصف المستمر والتجويع المتعمد وتدمير البنية التحتية. وأكد أن استهداف المدنيين لم يكن استثناءً بل نهجًا ثابتًا يوضح أن إسرائيل تستخدم العقاب الجماعي كوسيلة للضغط على الفلسطينيين ودفعهم إلى النزوح.
واشنطن وتواطؤ الغرب
ولفت أحمد سيد أحمد إلى أن الجانب الأمريكي يتحمل مسؤولية كبيرة عما يجري، موضحًا أن "الموقف الأمريكي المتخاذل وعدم ممارسة أي ضغوط جدية على إسرائيل هو ما يشجع نتنياهو على التمادي"، منوهًا إلى أن الدعم غير المشروط الذي توفره واشنطن وتغاضيها عن الانتهاكات جعل الاحتلال أكثر جرأة في تنفيذ سياساته ضد المدنيين، وسط صمت أوروبي بدا وكأنه شريك في الجريمة.
وفي ختام مداخلته، شدد الخبير الدولي على أن إعلان المجاعة يجب أن يكون جرس إنذار أخيرًا للمجتمع الدولي، داعيًا إلى تحرك عاجل يتجاوز حدود البيانات والشجب، نحو خطوات عملية لوقف العدوان ورفع الحصار.

إنذار أخيرًا للمجتمع الدولي
وشدد أحمد سيد أحمد على أن إنقاذ غزة لم يعد خيارًا سياسيًا بل اختبارًا حقيقيًا لإنسانية العالم، فإما أن يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ أكثر من مليوني إنسان مهددين بالجوع والمرض، أو يظل شريكًا بالصمت في واحدة من أبشع المآسي الإنسانية المعاصرة.