عاجل

صرخة استغاثة لإنقاذ جيل مهدد بالضياع

أطفال التسول بين الآثار النفسية والعقوبات: صرخة استغاثة لإنقاذ جيل من الضياع

تسول الأطفال
تسول الأطفال

تُعد ظاهرة تسول الأطفال أحد أخطر التحديات الاجتماعية والإنسانية التي تواجه المجتمع المصري وأنتشرت خلال الفترة الأخيرة، ليس فقط لما تسببه من صور مؤلمة في الشوارع، وإنما لما تخلفه من جروح نفسية عميقة لدى هؤلاء الأطفال قد تلازمهم مدى الحياة، فضلًا عن استغلالهم في أعمال غير مشروعة تندرج تحت جرائم الاتجار بالبشر.

الآثار النفسية لأطفال التسول وسبل معالجتها

الدكتور جمال فرويز
الدكتور جمال فرويز

أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن ظاهرة التسول بين الأطفال تترك آثارًا نفسية بالغة الخطورة على شخصياتهم ومستقبلهم، مشيرًا إلى أن الطفل الذي يُجبر على ممارسة التسول منذ الصغر يعيش حالة من فقدان الكرامة والشعور بالنبذ المجتمعي، وهو ما قد يولد لديه مشاعر عدوانية أو ميول إجرامية في مراحل لاحقة.

وأوضح "فرويز" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"،  أن أطفال التسول غالبًا ما يتعرضون إلى انتهاكات نفسية وجسدية، مما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، واضطرابات القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى احتمالية الانخراط في سلوكيات منحرفة نتيجة الاحتكاك ببيئات غير سوية.

تعاون بين الدولة والمجتمع المدني

وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب خطة متكاملة تبدأ بانتشال الأطفال من الشارع وإدماجهم في مؤسسات رعاية متخصصة توفر لهم التعليم، التأهيل النفسي، والمهارات الحياتية، مع ضرورة تقديم جلسات دعم نفسي فردية وجماعية تساعدهم على استعادة ثقتهم بذاتهم والشعور بالأمان.

وأضاف فرويز أن دمج الأطفال في المجتمع بشكل صحيح يتطلب أيضًا تعاونًا بين الدولة والمجتمع المدني، عبر برامج تدريب مهني تتيح لهم فرص عمل مستقبلية، وحملات توعية لاحتضانهم بدلًا من نبذهم، مؤكدًا أن الاستثمار في هؤلاء الأطفال هو استثمار في مستقبل أكثر أمانًا وعدالة.

السجن المشدد والغرامة المالية 

الدكتور عبدالله محمد عبدالله
الدكتور عبدالله محمد عبدالله

ومن الجانب القانوني، أكد الدكتور عبدالله محمد عبدالله، الخبير القانوني، أن القانون المصري يشدد العقوبة على كل من يستغل الأطفال في أعمال التسول، باعتبارها جريمة تمس كرامة الطفل وحقوقه الأساسية، مشيرًا إلى أن من يثبت تورطه في تشغيل الأطفال أو إجبارهم على التسول يواجه عقوبات قد تصل إلى السجن المشدد والغرامة المالية وفقًا لقانون الطفل وقانون العقوبات.

مكافحة الاتجار بالبشر

وأوضح "محمد" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن القانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر اعتبر استغلال الأطفال في التسول صورة من صور الاتجار بالبشر، وهي جريمة جسيمة يعاقب عليها المشرّع بأشد العقوبات، قد تصل إلى السجن المؤبد إذا ارتبطت بجماعات منظمة أو ترتب عليها أضرار جسيمة للطفل.

وشدد "عبدالله" على أن العقوبة لا تطال فقط من يُجبر الأطفال على التسول بصورة مباشرة، بل تمتد لتشمل كل من يشارك أو يسهل أو يغض الطرف عن هذه الممارسات، مؤكدًا أن حماية الأطفال من هذه الظاهرة مسؤولية قانونية ومجتمعية في آن واحد.

 

تم نسخ الرابط