حكم الغناء والموسيقى في الإعلانات.. دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن حكم الغناء والموسيقى ليس من المسائل القطعية في الشريعة، بل هو من المسائل الخلافية التي تعددت فيها آراء العلماء منذ القدم. فبينما ذهب بعضهم إلى التحريم، استدل آخرون على الإباحة بأدلة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة. ومن ثمّ لا يصح التشدد في هذا الباب أو إنكار أحد الرأيين على الآخر، لأن الخلاف فيه واسع ومعتبر.
الغناء في ضوء مقاصد الشريعة
أشارت الفتوى إلى أن الإسلام جاء ليحافظ على مقاصد خمسة أساسية: الدين، النفس، العقل، النسل، والمال. ومن هذا المنطلق فإن الغناء والموسيقى لا يُحرَّمان لذاتهما، وإنما يرتبط الحكم بالكيفية والغاية من استخدامهما. فإذا كان الغناء مصحوبًا بكلمات هابطة أو يدعو إلى الرذيلة، فهو محرم شرعًا، أما إذا كان بكلمات طيبة أو يُستخدم للترفيه البريء فهو جائز.
بيّنت دار الإفتاء أن رأيها الراجح في حكم الغناء والموسيقى هو الجواز بضوابط، سواء كان ذلك في الحياة اليومية أو في الإعلانات التجارية، شرط ألا يشتمل على محظور شرعي مثل خدش الحياء العام أو التحريض على الفساد. وأكدت أن صوت الإنسان في ذاته ليس عورة، وإنما يُنظر إلى مضمون ما يُقال وكيفية الأداء.

استخدام الموسيقى في الإعلانات
وفيما يخص الجدل حول حكم الموسيقى في الإعلانات، أوضحت دار الإفتاء أن الأصل فيها الإباحة ما دامت لا تحمل رسائل تخالف القيم الإسلامية أو تُضلل المستهلك. وأضافت أن الموسيقى وسيلة من وسائل التأثير، وإذا استُخدمت في الخير كتشجيع على السلوكيات الإيجابية أو نشر الوعي فلا مانع شرعًا من توظيفها.
البُعد التربوي والاجتماعي للفنون
ولفتت الفتوى إلى أن الفنون ومنها الغناء والموسيقى تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الوجدان وتوجيه السلوك، ومن هنا فإن التعامل معها يجب أن يكون بوعي ومسؤولية. فإذا وُظِّفت في خدمة القيم التربوية والاجتماعية الإيجابية صارت أداة بناء، أما إذا أُسيء استخدامها أصبحت وسيلة هدم وإفساد. وهذا يضع على عاتق الأسر والمؤسسات الإعلامية دورًا مهمًا في اختيار ما يعرض على الجمهور وخاصة النشء والشباب.
خلصت دار الإفتاء إلى أن الغناء والموسيقى مباحان في الشريعة الإسلامية ما لم يقترنا بمحرم، وأن الخلاف الفقهي حول المسألة لا ينبغي أن يكون سببًا للتنازع أو التشدد. وأكدت أن الإسلام يدعو إلى الوسطية، ويشجع على الاستفادة من الفنون طالما التزمت بالضوابط الأخلاقية.