إياك أن تكشف ستر الله عنك.. الإفتاء توضح حكم المجاهرة بالمعصية

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في مسألة المجاهرة بالمعصية، وذلك ردًا على سؤال ورد حول اعتياد بعض الأشخاص التحدث فيما بينهم بما يقترفونه من ذنوب حتى وإن كانت معاصٍ. وأكدت الفتوى أن المجاهرة بالمعصية أشد خطرًا من مجرد اقترافها في السر، لأنها تفتح باب الاستهانة بما حرم الله.
الذنوب طبيعة بشرية والتوبة واجبة
ذكرت دار الإفتاء أن الإنسان بطبيعته قد يقع في الذنب، مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه). لكن الخطورة الحقيقية تكمن في الإصرار على الذنب وعدم التوبة منه، حيث إن ذلك يؤدي إلى آثار وخيمة في الدنيا والآخرة.
ما معنى المجاهرة بالمعصية في الإسلام؟
أوضحت الفتوى أن المجاهرة تعني أن يرتكب الإنسان الذنب سرًا فيستره الله تعالى، ثم يقوم بعد ذلك بكشف ستر الله عنه والتحدث به أمام الآخرين، أو أن يرتكب المعصية علنًا دون حياء أو خوف من الله. واستدلت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ...» (متفق عليه)، وفيه بيان خطر إعلان المعصية بعد أن سترها الله.
أقوال العلماء في المجاهرة
نقلت دار الإفتاء ما ذكره الإمام المناوي في كتاب فيض القدير: أن المجاهرين هم الذين يعلنون معاصيهم ويشتهرون بها، كاشفين ستر الله عنهم، وهو ما يزيد الذنب عِظمًا ويُسقط المهابة من نفوس الناس تجاه محارم الله.
خطورة المجاهرة وآثارها
أكدت الفتوى أن المجاهرة بالذنب تُعد استهانةً بنعمة الستر التي أنعم الله بها على عباده، كما أنها تجرّئ غيرهم على اقتراف المعاصي، وتشيع الفساد في المجتمع. ولهذا جاء التحذير الشديد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضد هذا السلوك، لما فيه من مجاهرة بمخالفة أوامر الله تعالى علنًا.
الخلاصة
خلصت دار الإفتاء إلى أن التحدث عن المعاصي أمام الآخرين يدخل في باب المجاهرة المنهي عنها شرعًا، وأن الواجب على المسلم إذا وقع في ذنب أن يستغفر الله ويتوب إليه، لا أن يفتخر أو يشيع خبره بين الناس.