مصطفى بكري يهاجم «المسلماني»: كيف يظهر "أصحاب السوابق" على شاشة القناة الأولى؟

أثار الإعلامي والكاتب الصحفي مصطفى بكري جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الأخيرة التي وجه فيها انتقادات مباشرة للإعلامي أحمد المسلماني، خلال حديثه عن طبيعة الضيوف الذين يظهرون عبر شاشة القناة الأولى، وذلك من خلال برنامج "حقائق وأسرار" المذاع على قناة صدى البلد.
وأكد بكري أن ما يحدث يثير علامات استفهام كثيرة حول اختيار بعض الوجوه غير المعروفة أو التي تحمل توجهات فكرية "شمال"، على حد تعبيره، للظهور على الشاشة الرسمية المصرية.
الإعلام المصري في مرمى الانتقادات
قال مصطفى بكري إن الإعلام المصري يجب أن يكون منصة وطنية تدافع عن القيم والمصالح العليا للدولة، وليس ساحة مفتوحة لأي آراء أو شخصيات قد تثير الجدل أو تتبنى أفكاراً غير متسقة مع هوية المجتمع.
وأشار إلى أن اختيار الضيوف في البرامج الحوارية يمثل مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مقدمي البرامج وفريق الإعداد، موضحاً أن ظهور شخصيات "غير مناسبة" – على حد وصفه قد يضر بسمعة القنوات الرسمية ويؤثر على ثقة المشاهدين.
جدل حول اختيار الضيوف الإعلاميين
في المقابل، أثارت تصريحات بكري ضد أحمد المسلماني موجة نقاش بين المتابعين حول آليات اختيار الضيوف في الإعلام المصري. فالبعض يرى أن التنوع في الآراء مطلوب لإثراء النقاش، بينما يرى آخرون أن الشاشة الوطنية يجب أن تكون حذرة في إتاحة مساحتها الإعلامية.
وأشار بكري إلى أن السماح لأشخاص "مشبوهين فكرياً"، كما وصفهم، بالظهور عبر القناة الأولى أمر غير مقبول، لأنه قد يعطي انطباعاً خاطئاً للرأي العام المحلي والدولي.
علاقة الإعلام بالوعي العام
أكد بكري أن الإعلام يمثل أحد أهم أدوات تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع، مشدداً على ضرورة حماية هذا الدور من أي محاولات لاختراقه أو استغلاله. وأضاف أن الإعلامي الناجح هو من يوازن بين حرية الرأي وبين المسؤولية الوطنية.
وأوضح أن القنوات المصرية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تحاول النيل من استقرار المجتمع ووحدته الوطنية.
أحمد المسلماني في دائرة النقاش
ويعد أحمد المسلماني أحد أبرز الإعلاميين والمفكرين في مصر، وقد عرف بكتاباته وتحليلاته السياسية والفكرية. ورغم ذلك، جاءت انتقادات مصطفى بكري لتثير تساؤلات حول طبيعة اختياراته لضيوف برامجه، خاصة أن له تجربة إعلامية طويلة وخبرة في التعامل مع الرأي العام.
ويرى متابعون أن الهجوم العلني من بكري على المسلماني يكشف عن خلافات في الرؤى بين الإعلاميين حول دور الإعلام المصري وحدود الحرية في الحوار التلفزيوني.
الإعلام المصري بين الحرية والمسؤولية
من جهة أخرى، اعتبر محللون أن ما طرحه بكري يعكس جدلاً أوسع حول مستقبل الإعلام المصري. فبينما يسعى البعض إلى فتح المجال أمام مختلف التوجهات الفكرية، يطالب آخرون بضرورة وضع ضوابط صارمة لحماية الهوية الوطنية.
وهنا تبرز أهمية وجود سياسات إعلامية واضحة توازن بين الانفتاح على الآراء المختلفة، وبين حماية المجتمع من الأفكار المتطرفة أو غير المسؤولة.
مسؤولية الإعلام في المرحلة الراهنة
في ختام تصريحاته، شدد مصطفى بكري على أن المرحلة الحالية التي تمر بها مصر تتطلب وعياً إعلامياً عالياً، بعيداً عن الاستسهال في اختيار الضيوف أو السماح لأفكار غير مسؤولة بالانتشار عبر وسائل الإعلام الرسمية.
وطالب بضرورة تعزيز الرقابة الداخلية على البرامج الحوارية، وتوحيد الرؤية الإعلامية بما يخدم استقرار الدولة ويعزز الأمن الفكري للمجتمع.