للمرة الأولى في الشرق الأوسط
تفشي المجاعة في غزة.. أول تعليق لـ مرصد الأزهر على الإعلان الأممي

كما هو متوقع منذ أشهر، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا تفشي المجاعة في محافظة غزة، وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر.
تفشي المجاعة في غزة
ووفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي فإن:
- أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفًا كارثية أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.
- 1.07 مليون شخص آخر (54% من السكان) يواجهون المرحلة الرابعة، وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الطارئ".
- يواجه 396 ألفًا (20% من السكان) المرحلة الثالثة، وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الأزمة".
- المرة الأولى التي يتم فيها رصد تفشي المجاعة في الشرق الأوسط
انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في غزة
ويُعد ذلك أسوأ تدهور للوضع منذ أن بدأ التصنيف تحليل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في غزة، والمرة الأولى التي يتم فيها تأكيد حدوث مجاعة بشكل رسمي في منطقة الشرق الأوسط، حسبما ذكرت وكالات الأمم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو 132 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد الذي سيتفاقم بسرعة في القطاع ككل حتى يونيو 2026.
وقد دفع تفاقم الأوضاع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التصريح بأن "حدوث المجاعة في غزة كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية". بينما وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اتهامات مباشرة لحكومة نتنياهو لفرضها قيودًا بشكل غير قانوني على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، وتدمير البنية الأساسية وجميع الأراضي الزراعية وحظر الصيد، وهو ما اعتبره تورك "عوامل مؤدية إلى هذه المجاعة".
تعليق مرصد الأزهر على الأوضاع
في غزة، بلغت المأساة الإنسانية ذروتها فصرخة الطفل عبد الله أبو زرقة، الذي استشهد قبل أيام رغم محاولات إنقاذه، "أنا جعان" لم تكن مجرد طلب للطعام، بل كانت صرخة مدوية فضحت تقاعس العالم، قبل أن تختنق بها أنفاسه الصغيرة. وبينما تتواصل معاناة سكان القطاع، يرى قادة الاحتلال في جوعهم ودمائهم ثمنًا "مقدسًا" لـ "النصر"، في تجسيد لسياسة التدمير التي تتستر خلف تأويلات دينية ومزاعم قومية "كاذبة".
إن تقارير الأمم المتحدة، التي تتميز بالدقة والمسؤولية، تُشير بوضوح إلى أن غزة تواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم وليس الشرق الأوسط فحسب. وأمام هذا التمادي في استخدام القوة العسكرية، وتجاهل كل دعوات وقف إطلاق النار وجهود الوسطاء، أصبح على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وعاجلة للتحرك، ووضع حد فوري لسياسة التجويع الممنهجة، ووقف الغطرسة الصهيونية التي جعلت من الإبادة وسفك دماء الفلسطينيين طريقًا للنصر.
ونسأل الله أن ينهي هذا العدوان الغاشم، وأن يرفع الظلم عن أهل غزة وفلسطين، ويضع حدًا لظالم تجبّر في أرضه.