من طوفان الأقصى إلى إعلان المجاعة رسميًا.. القصة الكاملة

دخلت الحرب المشتعلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 مرحلة أكثر قسوة مع إعلان الأمم المتحدة، عبر تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، وقوع مجاعة رسمية في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
الإعلان الصادر اليوم 22 أغسطس 2025، يعد الأول من نوعه منذ اندلاع الصراع بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، ويكشف عن كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.

مأساة معلنة تحققت خلالها معايير المجاعة
بحسب تقرير IPC المدعوم من وكالات الأمم المتحدة، فقد تحققت معايير المجاعة الثلاثة وهي "نقص بالغ في الغذاء لدى أكثر من 20% من السكان، انتشار سوء تغذية حاد على نطاق واسع، وارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع والمرض".
وتشير التقديرات الصادرة من الأمن الغذائي المتكامل إلى أن نحو 514 ألف شخص يعيشون حاليًا في ظروف المجاعة، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 641 ألفًا بنهاية سبتمبر المقبل إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

من طوفان الأقصى إلى إعلان المجاعة.. القصة من البداية
بدأت المأساة مع عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وما تبعها من رد عسكري إسرائيلي واسع النطاق وحصار شامل على القطاع.
- في 7 أكتوبر 2023 شنت حركة حماس عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل، تخللتها هجمات صاروخية واقتحام لمستوطنات حدودية.
- الاحتلال الإسرائيلي أطلق عملية عسكرية واسعة النطاق، شملت غارات جوية كثيفة على القطاع، تدمير أحياء كاملة، وفرض حصار شامل بقطع الكهرباء والوقود والمياه والمواد الغذائية.
- أواخر عام 2023 تصاعدت العمليات البرية الإسرائيلية داخل شمال غزة، ونزوح مئات الآلاف نحو الجنوب، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الصحية والتعليمية.
- بداية عام 2024 أشتعلت الحرب وتوالت التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية، خاصة بعد أوامر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بالسماح بدخول المساعدات، لكن القيود والتأخير عند المعابر أبقيا السكان في حالة جوع دائم.
- مع بداية 2025 شهد القطاع أسوأ أزماته مع إغلاق كامل للمساعدات لأكثر من شهرين، ما أدى إلى وفاة أطفال وكبار سن جوعًا ومرضًا.
- اليوم 22 أغسطس 2025 أعلنت الأمم المتحدة رسميًا أن المجاعة وقعت في مدينة غزة ومحيطها، مؤكدة أن نصف مليون إنسان يواجهون خطر الموت جوعًا، فيما حذرت من امتداد المجاعة إلى باقي القطاع إن لم يتوقف القتال ويُفتح الطريق أمام الإغاثة.

أرقام مفزعة في مرحلة المجاعة
514 ألف شخص في مرحلة المجاعة حاليًا.
641 ألف شخص مهددون بالجوع القاتل خلال أسابيع.
وفيات متزايدة بين الأطفال جراء سوء التغذية ونقص العلاج.
132 ألف طفل دون الخامسة معرّضون لخطر سوء تغذية حاد خلال العام المقبل.

حماس تطالب بوقف الحرب بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة
وبعدما أعلنت الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، اليوم الجمعة، طالبت حركة حماس بفتح المعابر و"التحرك الفوري... لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة" إلى القطاع الفلسطيني.
وجاء في البيان "إننا في حركة حماس نؤكد أهمية هذا الإعلان الأممي، رغم أنه جاء متأخرا كثيرا بعد أشهر طويلة من التحذيرات والمعاناة التي عاشها شعبنا تحت الحصار والتجويع الممنهج".
وحضّت الحركة "المجتمع الدولي بكل مؤسساته (على) تحمّل مسؤولية قانونية وأخلاقية عاجلة لوقف الجرائم ضد الإنسانية، وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يواجهون الإبادة والتجويع والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة".
وطالبت حماس في بيانها بـ"تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل فوري لوقف الحرب ورفع الحصار"، و"فتح المعابر بدون قيود لإدخال الغذاء والدواء والماء والوقود بشكل عاجل".