لقاء قمة ألاسكا يصطدم مع توقعات البيت الأبيض بتحقيق سلام وشيك.. ما السبب؟

مر أسبوع على لقاء القمة الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، إلا أنه لم يصل إلى إتفاقات بشأن المقترحات التي تم طرحها، فلم تحقق أي من مقترحات القمة الاختراقات التي رُوِّج لها، بينما لا تزال الحرب بين موسكو وكييف مستمرة بوتيرة عنيفة، هو ما يصطدم مع توقعات البيت الأبيض بتحقيق سلام وشيك وفقًا لوسائل إعلامية.
لقاء قمة ألاسكا
وقالت إدارة ترامب إن الحركة الدبلوماسية النشطة في الأيام الأخيرة أسفرت عما وصفته بـ "اختراقات متتالية"، مؤكدة على أن بوتين كان من المفترض له أن يستعد للقاء قريب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، خاصة بعد موافقة الكرملين على ضمانات أمنية غربية لأوكرانيا تعادل في قوتها مظلة حماية حلف "الناتو" فيما أبدت كييف استعدادها للتنازل عن مساحات واسعة من أراضيها سعياً لإنهاء الحرب.
صرح ترامبوقبل لقائه ببوتين في ألاسكا، بأن أي اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا سيتضمن "تبادلًا للأراضي بما يخدم مصالح الطرفين"، إلى جانب أن مجريات القمة قد أظهرت أن بوتين الواثق من الانتصار يطرح صيغة منحازة بشكل واضح لصالحه، علاوة على أنه يطالب بأن تتنازل أوكرانيا عن أكثر من 2500 ميل مربع من الأراضي التي ما زالت تحت سيطرتها في إقليم دونباس الشرقي.
يعتقد محللون أن روسيا قد تبدي استعدادا لإعادة 660 ميلاً مربعاً التي تسيطر عليها في مناطق أوكرانية لم يزعم بوتين أنها تابعة لروسيا، وهي مناطق ثانوية في سردية الكرملين حول الحرب، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
الضمانات الأمنية
تثير طبيعة الضمانات الأمنية لأوكرانيا جدلا كبيرا، وكذلك ما إذا كانت موسكو ستلجأ إلى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد المقترحات الغربية، في إطار شروطها للتوصل إلى تسوية نهائية، ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية ماركو روبيو مع مسؤولين أوروبيين، لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى تسوية سلمية، وتقود بريطانيا وفرنسا تحالف الدول الراغبة الذي يدرس خيارات لضمانات أمنية خارج حلف الناتو، في ظل معارضة من بوتين وترامب.
ويسعى التحالف لتشكيل "قوة طمأنة" قوامها 15 ألف جندي من قوات غربية تتمركز غرب أوكرانيا بعيدا عن خطوط القتال بهدف دعم الجيش الأوكراني الذي أعيد تسليحه وتطوير قدراته، ومع ذلك، تبقى هناك أسئلة عدة بلا إجابة تتعلق بمصدر تلك القوات الأجنبية وطريقة حمايتها ونوع معداتها، ومدة انتشارها، فضلا عن التكلفة الإجمالية لهذه العملية.
ويرى محللون أن التحالف يبدو غامضًا وربما خياليًا نظرًا لصعوبة تأسيس روابط ملزمة من الصفر، وهذا نتيجة لما لما استند عليه التزام الناتو بالدفاع الجماعي على سبعين عامًا من التدريبات المشتركة، والانتشار المنسق، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتخطيط المشترك وخطط الطوارئ، فضلاً عن الدور المركزي للقوة الأمريكية.