وزارة الأوقاف تحذر: المال العام أمانة والتعدي عليه ظلم لأمة كاملة

أكدت وزارة الأوقاف المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن المال العام أمانة عظيمة وحرمته أشد من المال الخاص، مشيرة إلى أن أي تعدٍّ عليه لا يُعد مجرد سرقة، بل هو ظلم يقع على ملايين المواطنين.
المال العام يشمل جميع الموارد والخدمات الجماهيرية
وأوضحت الوزارة أن المال العام لا يقتصر فقط على الأموال الموجودة في خزينة الدولة، بل يشمل جميع الموارد والخدمات التي يستفيد منها المواطنون يوميًا، مثل الكهرباء والمياه، والطرق والكباري، والمستشفيات، والمدارس والجامعات، والمؤسسات الحكومية، محذرة من أن التعدي على هذه الموارد هو اعتداء على حقوق المجتمع بأكمله.
تحذير ديني من خطورة التعدي على المال العام
واستشهدت وزارة الأوقاف بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد خطورة التعدي على المال العام، حيث قال الله تعالى:﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ (البقرة: 188)، موضحة أن أكل أموال الأفراد بالباطل محرم، فكيف بالمال العام الذي هو ملكٌ لملايين الناس؟.
كما نقلت الوزارة تحذير النبي ﷺ، من التعدي على المال العام، حيث قال:" إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة" (رواه البخاري)، مشددة على أن من يستغل المال العام بدون وجه حق، سيكون حسابه عند الله عظيمًا جدًا.
لماذا الوزر في المال العام أشد؟
وأوضحت وزارة الأوقاف أن الوزر في المال العام أكبر وأعظم من المال الخاص، لأن المال الخاص له مالك قد يسامح، أما المال العام فهو ملك لملايين المواطنين، مما يجعل التوبة منه أكثر صعوبة، لأن كل متضرر له حق أمام الله.
وأكدت أن سرقة الكهرباء والمياه، أو إهدار المرافق العامة، أو استغلال المنصب لتحقيق مكاسب شخصية، كلها أشكال من أكل الحرام، وظلم للناس والمجتمع.
رمضان.. فرصة للتوبة وتصحيح المسار
بمناسبة شهر رمضان المبارك، شددت وزارة الأوقاف على أن رمضان ليس فقط صيامًا عن الأكل والشرب، بل هو صيام عن الحرام بكل أشكاله، ومنها التعدي على المال العام، داعية الجميع إلى مراجعة النفس والتوبة إلى الله، والحفاظ على الأمانة، حتى يتقبل الله الصيام والقيام.
رسالة إلى الجميع: المال العام ليس سائبًا
واختتمت وزارة الأوقاف بيانها برسالة واضحة:
"بلدنا أمانة، والمال العام ليس سائبًا! كل شيء مكتوب ومحسوب، والله سيسأل كل إنسان عن أي استهتار أو تعدٍّ، فلنكن جميعًا من الأمناء، ونسأل الله أن يرزقنا الحلال ويجنبنا الحرام."