عاجل

فرانك مسمار: تعقيدات كبيرة تعرقل مفاوضات وقف الحرب الروسية الأوكرانية

المفاوضات الروسية
المفاوضات الروسية الأوكرانية

كشف الدكتور فرانك مسمار، رئيس المجلس الاستشاري بجامعة ماريلاند الأمريكية، آخر تطورات مفاوضات وقف الحرب الروسية-الأوكرانية، مؤكّدًا أن المفاوضات الدولية تواجه تعقيدات كبيرة، خاصة فيما يتعلق باللقاءات الثلاثية المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وأضاف فرانك مسمار، خلال مداخلته الهاتفية في برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية، أن الرئيس ترامب يفضل تأجيل أي لقاء ثلاثي إلى حين عقد لقاء ثنائي أول بين بوتين وزيلينسكي، وهو ما يمنحه الوقت لتوزيع الأدوار على الدول الأوروبية في ملف الضمانات الأمنية والدعم المالي، دون أن يكون المحور الرئيسي للمفاوضات.

تعقيدات الضمانات الأمنية 

وأشار فرانك مسمار إلى أن أوكرانيا تصر على ضمانات أمنية مختلفة عن المقترحات الروسية، خاصة فيما يتعلق بالانضمام للناتو والقدرة على حماية أراضيها، بينما تسعى روسيا للحصول على تنازلات إقليمية في دونباس والمناطق الساحلية الجنوبية، مضيفًا أن المفاوضات قد تستغرق أسابيع لتحديد الترتيبات النهائية، متوقعًا التوصل إلى اتفاق جزئي خلال شهرين يحدد مناطق النفوذ والتنازلات المحتملة.

وأوضح فرانك مسمار أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا يحاولان تعويض أوكرانيا اقتصاديًا عن الخسائر والبنية التحتية المدمرة، بما يضمن قدرة كييف على مواجهة تداعيات الحرب دون المساس بأراضيها الأساسية، وهو ما يمثل محورًا أساسيًا في أي تسوية محتملة.

التدخل الأمريكي وتوزيع الأدوار

أكد فرانك مسمار أن ترامب يسعى لتوزيع المسؤوليات على الأطراف الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لإشراكها في الملف الأمني وتخفيف العبء عن الإدارة الأمريكية، في حين تسعى روسيا لإشراك الصين لضمان دعم استراتيجي وعدم الانفراد بها، مشيرًا إلى أن أوكرانيا رفضت أي ضمانات صادرة عن دول لها حق الفيتو في مجلس الأمن، في إشارة إلى تحفظها على دور الصين المباشر.=

وأضاف فرانك مسمار أن العملية التفاوضية تتطلب موازنة دقيقة بين الضغوط العسكرية على الأرض والمبادرات الدبلوماسية، حيث تظل الأراضي الواقعية تحت سيطرة روسيا في بعض المناطق، وهو ما يفرض قيودًا على مدى قابلية تنفيذ أي اتفاق شامل.

تداعيات الحرب على المشهد 

وتطرق فرانك مسمار إلى تأثير الأحداث في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن تصريحات نتنياهو حول دعم ترامب للعمليات العسكرية الإسرائيلية تعكس خطر استمرار التصعيد، وأن الأزمة الفلسطينية لا تتوقف عند حد الحروب، بل تتعلق بانقسام القيادة الفلسطينية بين حماس وفتح، ما يزيد من تعقيد إدارة الأزمات الإنسانية والسياسية.

وأكد فرانك مسمار أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا بسبب الحصار المستمر وغياب الخدمات الأساسية، محذرًا من أن أي عملية عسكرية واسعة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، في ظل غياب ضمانات واضحة لسلامة المدنيين.

<strong>الدكتور فرانك مسمار </strong>
الدكتور فرانك مسمار 

الحاجة لتنسيق دولي متوازن

واختتم فرانك مسمار تصريحاته بالتأكيد على ضرورة وجود تنسيق دولي متوازن، يدمج بين الضغط على الأطراف المتصارعة وضمان حقوق المدنيين، مع إشراك جميع الأطراف ذات الصلة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لتجنب استمرار النزاعات وتأزيم الوضع الإقليمي، موضحًا أن أي تأخير في اتخاذ قرارات استراتيجية يزيد من صعوبة الوصول إلى حل شامل ومستدام.

تم نسخ الرابط