جمال رائف: القاهرة والرياض ركيزتان أساسيتان لاستقرار المنطقة|فيديو

في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة وتزايد التحديات في المنطقة، تأتي الزيارة التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية ولقاؤه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسلط الضوء على أبعاد التعاون الاستراتيجي المشترك، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.
القمة المصرية السعودية تمثل لقاءً بين ركيزتين أساسيتين
أوضح الكاتب الصحفي جمال رائف، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن القمة المصرية السعودية تمثل لقاءً بين ركيزتين أساسيتين من ركائز الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن القاهرة والرياض هما "قطبا الأمة العربية والإسلامية"، وأن هذا التنسيق يعكس حرصًا مشتركًا على تعزيز الوحدة العربية وتوحيد الرؤى تجاه القضايا الإقليمية الملحة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل يشمل أيضًا مجالات اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة، حيث تجاوز حجم الاستثمارات السعودية في مصر 25 مليار دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 11 مليار دولار، وهو ما يعكس متانة العلاقات ورغبة مشتركة في تحقيق تكامل تنموي يخدم مصالح الشعبين.
التعاون المصري السعودي نموذجًا عربيًا ناجحًا
وفي سياق متصل، نوه رائف إلى أن مدينة نيوم، التي تحتضن القمة، تمثل رمزًا للتطور والرؤية المستقبلية للمملكة، تمامًا كما تمثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدتان تجسيدًا لرؤية مصر 2030، مؤكدًا أن هناك تطابقًا واضحًا في الطموحات التنموية بين الجانبين، مما يجعل من التعاون المصري السعودي نموذجًا عربيًا ناجحًا يمكن البناء عليه في مجالات متعددة.
وعن الأبعاد الإقليمية للقمة، أكد أن الملف الفلسطيني، لا سيما الوضع في قطاع غزة، يحتل أولوية على أجندة المباحثات، موضحًا أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية وإنسانية كبيرة، وتحتاج إلى دعم عربي فاعل لمواصلة هذا الدور المحوري في وقف العدوان الإسرائيلي، ودفع المسار الإنساني، وفتح المجال أمام الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967.
التنسيق المصري السعودي يمتد ليشمل ملفات ساخنة
كما أشار إلى أن التنسيق المصري السعودي يمتد ليشمل ملفات ساخنة أخرى في المنطقة، مثل الأوضاع في سوريا، ولبنان، واليمن، وليبيا، والسودان، وهو ما يعكس إدراكًا مشتركًا لطبيعة التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، وضرورة التحرك الجماعي لصياغة موقف عربي موحد في مواجهتها.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن استمرار التنسيق بين القاهرة والرياض، خاصة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة، لا يسهم فقط في حماية المصالح الثنائية، بل يدعم الاستقرار الإقليمي، ويضمن استكمال الخطط التنموية والاستثمارية الطموحة في كلا البلدين، رغم التحديات المحيطة.