القاهرة والرياض: شراكة عربية ركيزة للأمن القومي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية

في ظل ظرف إقليمي بالغ الدقة، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية لتؤكد مجددًا على متانة العلاقات المصرية السعودية، وتعكس توافقًا استراتيجيًا بين دولتين تعدان ركيزتين أساسيتين في النظام العربي.
زيارة محورية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية
أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن اللقاء بين الرئيس السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، خاصة في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضين،
وأشار إلى أن هذا اللقاء يتجاوز كونه مجرد اجتماع ثنائي، ليصبح خطوة مهمة تعزز الأمن القومي العربي وتؤكد على وحدة الموقف بين القاهرة والرياض.
دور قيادي مشترك تجاه القضية الفلسطينية
وأوضح إسماعيل أن استمرار العدوان على غزة يفرض على الدول العربية الكبرى، وفي مقدمتها مصر والسعودية، دورًا أكثر فاعلية،
وبيّن أن تنسيق المواقف بين البلدين يعزز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب، ويعكس حرصًا على حماية الشعب الفلسطيني من تداعيات الحصار والقصف، مؤكدًا أن البلدين يعملان على معالجة الأبعاد الإنسانية والسياسية للأزمة.
تاريخ طويل من التعاون والرؤية الموحدة
وأضاف أن العلاقات بين القاهرة والرياض تمتد لعقود من التعاون المشترك في مختلف القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هناك رؤية موحدة للحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي لأي تهديدات تمس استقرار الشعوب العربية.
توقيت الزيارة يحمل رسائل واضحة
وشدد الخبير السياسي على أن توقيت الزيارة ليس عابرًا، بل يحمل رسائل واضحة، خاصة في ظل الاضطرابات التي تشهدها غزة، والضفة الغربية، وأيضًا في ملفات حساسة مثل اليمن ولبنان.
وأشار إلى أن الزيارة تمثل تأكيدًا على استمرار التنسيق المصري السعودي، وأن العلاقات بين البلدين عصية على محاولات التشكيك أو التشويش الإعلامي.
الرد على حملات الفتنة والتشويش الإعلامي
وأكد إسماعيل أن هناك محاولات من بعض القوى الإقليمية والدولية لإثارة الفتنة بين البلدين، عبر تصوير أي خلاف في وجهات النظر كأزمة حقيقية، مشددًا على أن هذه الزيارة تُعد ردًا عمليًا على تلك المحاولات، وتعكس وعيًا مشتركًا بأهمية الحفاظ على وحدة الصف العربي.
تنسيق اقتصادي واستثماري شامل
وأشار إلى أن التنسيق لا يقتصر على القضايا السياسية فحسب، بل يمتد ليشمل ملفات الاقتصاد، والطاقة، والاستثمار، وهي ملفات حيوية تؤثر مباشرة على مستقبل المنطقة، وتؤكد على أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الدولية.
رؤية مستقبلية وشراكة استراتيجية مستمرة
واختتم حديثه بالتأكيد على أن زيارة الرئيس السيسي ليست مجرد لقاء سياسي، بل تمثل حلقة جديدة في مسار طويل من الشراكة الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن البلدين يدركان حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهما، وأن تعاونهما المستمر هو الضمانة الحقيقية لاستقرار المنطقة.