عاجل

الفاشر تحت القصف والحصار: مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم|فيديو

السودان
السودان

تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان أوضاعًا مأساوية متصاعدة، بعد تعرضها منذ صباح اليوم لقصف مكثف نفذه الجيش السوداني على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع شمال المدينة، وذلك في ظل الحصار المفروض عليها منذ عدة أسابيع.

 وبحسب ما أفاد به محمد إبراهيم، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من الخرطوم، فإن المشهد الإنساني داخل الفاشر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ما جعل المدينة أقرب إلى كارثة إنسانية شاملة.

وضع إنساني متدهور

أوضح محمد إبراهيم أن الفاشر تعاني من انعدام شبه كامل لمقومات الحياة الأساسية، حيث اختفت المواد الغذائية من الأسواق، وأصبح الحصول على مياه الشرب النقية أمرًا بالغ الصعوبة. وزاد من تفاقم الأوضاع غياب الخدمات الصحية نتيجة نقص الكوادر الطبية والأدوية الأساسية، ما جعل المرضى عرضة للموت دون تلقي العلاج.

كما أشار محمد إبراهيم إلى أن السكان يتهمون قوات الدعم السريع بانتهاج سياسة "التجويع الممنهج"، من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية للمدينة، الأمر الذي ضاعف معاناة الأسر التي تكافح يوميًا من أجل البقاء على قيد الحياة.

استهداف قوافل المساعدات

ذكر محمد إبراهيم أن برنامج الأغذية العالمي كان قد اتهم قوات الدعم السريع باستهداف إحدى قوافل المساعدات الإنسانية، وهو ما أدى إلى عرقلة وصول الدعم إلى المتضررين. في المقابل، نفى الجيش السوداني مسؤوليته عن الحادث، مؤكدًا أن الدعم السريع هو من يستهدف القوافل الإنسانية والمدنيين، في إطار محاولاته للضغط على المجتمع الدولي وإطالة أمد الصراع.

وواصل محمد إبراهيم: "هذا الاتهام المتبادل بين الجيش والدعم السريع يعكس حجم التعقيد الذي يواجه عمل المنظمات الإغاثية، ويزيد من صعوبة الوصول إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين".

معسكرات النازحين تحت النار

لم تسلم معسكرات النازحين من ويلات الصراع، إذ أوضح محمد إبراهيم أن معسكرات بارزة مثل معسكر كلمة وبشوق تعرضت لهجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط ضحايا جدد وزيادة معاناة آلاف المدنيين.

ويعيش سكان هذه المعسكرات في ظروف قاسية، حيث يفتقدون أبسط مقومات الحياة الكريمة، ويواجهون خطر المجاعة والأمراض وسط بيئة غير صحية تفتقر إلى مقومات الأمن والاستقرار.

مناشدات عاجلة للإنقاذ

أكد محمد إبراهيم أن مناشدات متواصلة تصدر من النازحين واللاجئين داخل الفاشر، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ مئات الآلاف من السكان، مضيفًا أن موجات نزوح جديدة تتجه نحو أطراف المدينة في محاولة للبحث عن الغذاء والدواء، إلا أن الحصار القائم يجعل الخيارات محدودة والفرص ضئيلة أمام الأهالي.

وأضاف محمد إبراهيم: "يخشى مراقبون أن يؤدي استمرار هذه الأوضاع إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة في ظل غياب أي حلول سياسية أو تفاهمات توقف نزيف الحرب".

<strong>المراسل محمد إبراهيم </strong>
المراسل محمد إبراهيم 

أزمة مفتوحة على المجهول

في ظل استمرار القصف والحصار، تبدو مدينة الفاشر عالقة في مأساة مفتوحة، حيث يتقاطع القتال العسكري مع الأزمة الإنسانية ليشكلا مشهدًا كارثيًا يهدد حياة مئات الآلاف. وبينما يواصل الجيش والدعم السريع تبادل الاتهامات، يبقى المدنيون هم الضحية الأولى، وسط عجز واضح من المجتمع الدولي عن التدخل الفاعل.

تم نسخ الرابط