عاجل

خالد الجندي: الإسلام لا يقبل التجزئة ويجب فهم شروط "لا إله إلا الله"

خالد الجندي
خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإسلام دين متكامل لا يقبل التجزئة أو الانتقاء. وأوضح أن الإنسان يجب أن يقبل جميع أوامر الشريعة الإسلامية ككل دون اختيار ما يناسبه، مشيرًا إلى أن الإسلام يفرض على المسلم أن يتبعه كاملاً أو يتركه كاملاً.

خالد الجندي: الإسلام لا يقبل التجزئة ويجب فهم شروط "لا إله إلا الله"

وأضاف الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "الإسلام ليس مجموعة من الأجزاء التي يمكن للإنسان أن يختار منها ما يعجبه ويترك البقية. الشريعة الإسلامية لا تقبل التقسيم، بل هي تكاليف من الله عز وجل يجب على المسلم الالتزام بها جميعًا".

كما أشار الشيخ الجندي إلى قصة الإمام وهب بن منبه مع أحد الأشخاص الذي سأل عن كفاية "لا إله إلا الله" لدخول الجنة.. وقال الإمام: "نعم، لا إله إلا الله هي مفتاح الجنة، ولكن لكل مفتاح أسنان." وأوضح الجندي أن "الأسنان" هنا هي الشروط التي يجب على المسلم أن يتحقق منها ليتمكن من نيل الجنة، وهي سبعة شروط: العلم، اليقين، القبول، الانقياد، التسليم، الإخلاص، والمحبة.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن العلم هو الشرط الأول الذي يجب أن يسبق قول "لا إله إلا الله"، مستشهداً بآية من القرآن الكريم التي تقول: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ".

وفي حديث فقهي وديني عميق، تناول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قضية حساسة ترتبط بفهم المسلمين لنصوص القرآن الكريم، موضحًا الفرق بين التبديل والتزوير في كتاب الله، مستعينًا بتشبيه عملي لتقريب الصورة للأذهان.

التبديل والتزوير

قال خالد الجندي ، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، إن التزوير يعني تحريف الكلمة أو تغييرها دون سند شرعي، تمامًا كما يحدث في العملات المزورة، موضحًا: "لو أن عملة مصرية من فئة 200 جنيه قام مزور بكتابة 150 جنيه عليها، فهذا يعد تزويرًا وليس تبديلاً، ويعاقب عليه القانون".

وواصل خالد الجندي: "أما التبديل، فأكد أنه لا يحدث إلا بقرار من الجهة المصدرة نفسها، أي البنك المركزي بالنسبة للعملة، وبالنسبة لكلمات الله تعالى لا يمكن أن يحدث التبديل إلا من الله عز وجل، وهو ما لم ولن يحدث، لأن القرآن محفوظ بحفظ الله".

معنى التحريف وأثره

وأشار خالد الجندي إلى أن التحريف في القرآن يعني انحراف الكلمة عن معناها الصحيح أو تأويلها بغير وجهها الشرعي، لكنه لا يغير حقيقة أن الأصل الإلهي محفوظ ولا يمكن التلاعب به. واستشهد بقول الله تعالى: «واتلُ ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته» [الكهف: 27].

مبينًا خالد الجندي أن هذه الآية تحمل دلالة عميقة، فهي تبدأ بفعل أمر مباشر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لتأكيد أن مهمة الرسول كانت التلاوة كما أنزلت، دون زيادة أو نقصان.

الدقة اللغوية في النص 

أوضح خالد الجندي أن الفعل "اتلُ" جاء من أصل الفعل "تلا يتلو"، وعند صياغته في صيغة الأمر حُذِف حرف العلة ليصبح "اتلُ"، وهو فعل أمر مجزوم بحذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، أي أن الخطاب موجه مباشرة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وأكد خالد الجندي أن هذه الدقة اللغوية والنحوية تكشف جانبًا من الإعجاز القرآني الذي يثبت أن النص محفوظ بعناية الله، وأن أي محاولة للتحريف أو التلاعب لا يمكن أن تمس جوهر القرآن الكريم.

القرآن محفوظ بحفظ الله

وشدد خالد الجندي على أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله وحده، مصداقًا لقوله تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» [الحجر: 9].

وأوضح خالد الجندي أن البشر قد يحاولون العبث أو التفسير الخاطئ أو التأويل المنحرف، لكن النص القرآني يظل ثابتًا كما أنزله الله منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، ليبقى دستورًا سماويًا خالدًا للأمة الإسلامية.

تم نسخ الرابط