عاجل

دار الإفتاء: قدسية المسجد لا تزول ببناء مسجد جديد بجواره

المسجد
المسجد

أكدت دار الإفتاء المصرية أن قدسية المسجد وأحكامه الشرعية لا تزول ولا تتأثر ببناء مسجد جديد بجواره، مشددة على أن كل مسجد يثبت له حكم المسجدية وحرمة المكان الموقوف للصلاة بمجرد تخصيصه لهذا الغرض، بغض النظر عن وجود مساجد أخرى قريبة منه.

دار الإفتاء: قدسية المسجد لا تزول ببناء مسجد جديد بجواره

وأوضحت الدار، في فتوى لها، أن لفظ "المسجد" له إطلاقان: أحدهما عام ويشمل كل بقاع الأرض؛ استنادًا إلى الحديث الشريف الذي رواه الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «جُعِلَت لِيَ الأرضُ مَسجِدًا وطَهورًا». أما الإطلاق الخاص فيقصد به المكان المبني للصلاة، والذي يخرج من ملكية العباد إلى ملك الله تعالى بمجرد وقفه مسجدًا.

وأضافت الفتوى أن العرف خصَّص لفظ المسجد بالمكان المهيأ للصلوات الخمس المفروضة، بخلاف المصليات المخصصة للأعياد أو المدارس أو الربط التي أُعِدَّت لأغراض أخرى، مؤكدة أن هذه الأماكن لا تُعطى حكم المسجد من الناحية الشرعية.

وبيَّنت دار الإفتاء أن البقعة إذا أوقفت مسجدًا ثبت لها وصف المسجدية على الدوام، وأُلحقت بها جميع الأحكام الشرعية المرتبطة بالمساجد، مثل: حرمة البيع والشراء بداخلها، وعدم جواز تنجيسها، وحرمة الاعتكاف فيها إلا بشروطه الشرعية، وغير ذلك من الأحكام.

وشددت الفتوى على أن تعدد المساجد في ناحية واحدة أمر جائز، ولا يؤثر على استمرار وصف المسجدية للمسجد الأقدم أو الأحدث، حيث يبقى لكل منهما مكانته وحرمة بنائه التي لا تزول ولا تتبدل.

وأكدت الدار أن بقاء حرمة المسجد مرتبط بوقفه لله تعالى، وليس بكونه المسجد الوحيد في المنطقة، موضحة أن بناء مسجد جديد بجوار مسجد قديم لا يُسقط عن الأخير قدسيته ولا يُقلل من مكانته، بل يظل كلاهما داخلًا في عموم قول الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: 18].

وفي ختام الفتوى، شددت دار الإفتاء على أن المقصود من بناء المساجد هو تيسير العبادة وجمع كلمة المسلمين على الطاعة، وليس المفاضلة بين مسجد قديم وآخر جديد، مؤكدة أن كل مسجد تترتب له حرمة شرعية مستقلة، وأن تعدد المساجد في المنطقة الواحدة لا يغيّر من هذه الحقيقة شيئًا.

تم نسخ الرابط