جدل بلا شكوى.. بيراميدز يهاجم التحكيم في مباراة الإسماعيلي ثم يتراجع
لم يمر لقاء بيراميدز أمام الإسماعيلي في الجولة الثانية من مسابقة الدوري المصري الممتاز مرور الكرام، بعدما سيطر الجدل التحكيمي على أجواء المباراة التي حسمها الفريق السماوي بهدف دون رد.
ورغم الظفر بالنقاط الثلاث، إلا أن إدارة بيراميدز أبدت اعتراضها الصريح على أداء الحكم الدولي أمين عمر، وذهبت إلى حد الإعلان عن تقديم شكوى رسمية ضده، بدعوى ارتكابه أخطاء مؤثرة أضرت بالفريق خلال مجريات اللقاء.
وجاءت أبرز الاعتراضات على خلفية قرار الحكم بطرد المدير الفني الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش بجانب أحد لاعبي الفريق، وهو ما اعتبرته إدارة النادي قرارًا قاسيًا وغير مبرر. البيان الرسمي الصادر عقب المباراة حمل لهجة حادة ضد التحكيم، مؤكداً أن إدارة بيراميدز رفعت شكوى رسمية للجنة الحكام ضد قاضي المباراة.
غير أن المفاجأة – وفق ما كشفته مصادر خاصة لموقع نيوز رووم – أن بيراميدز لم يتقدم فعليًا بأي شكوى، على الرغم من البيان العلني الذي أشار إلى عكس ذلك. وأكدت المصادر أن لجنة الحكام لم تتلقَ أي اعتراضات أو مكاتبات رسمية من جانب إدارة بيراميدز حتى لحظة كتابة هذه السطور، ما يثير علامات استفهام حول حقيقة نوايا النادي من وراء بيانه الإعلامي.
وفي المقابل، كشفت المصادر ذاتها أن لجنة الحكام وقياداتها في اتحاد الكرة تقيّم أداء الحكم أمين عمر في هذه المواجهة بشكل إيجابي، معتبرة أنه أدار اللقاء بجدارة ولم يرتكب أخطاء جوهرية أثّرت على نتيجة المباراة. بل أشاد بعض أعضاء اللجنة بالقرارات الحاسمة التي اتخذها عمر، مؤكدين أن قرارات الطرد جاءت في إطار تطبيق القانون بشكل صارم، بما يحافظ على هيبة التحكيم وانضباط المباريات.
المثير أن هذا الجدل يأتي في وقت حساس لبيراميدز، الذي يسعى لترسيخ مكانته كأحد القوى الكبرى في الدوري المصري، حيث لا يريد أن تتحول مسيرته نحو المنافسة على اللقب إلى صراع مفتوح مع التحكيم. ورغم أن الاعتراضات قد تبدو جزءًا من "الضغط المشروع" الذي تمارسه الأندية الكبيرة أحيانًا على الحكام، إلا أن التضارب بين البيان الرسمي والحقيقة التي كشفتها المصادر يضع علامات استفهام حول ما إذا كان بيراميدز قد استخدم ورقة الشكوى كوسيلة ضغط إعلامي أكثر من كونها خطوة إجرائية حقيقية.
الجدير بالذكر أن أصواتًا أخرى في الوسط الرياضي لم تغفل عن التعليق، إذ رأى البعض أن حالة الغضب في بيراميدز مبالغ فيها بالنظر إلى سير المباراة، خاصة أن الفريق خرج منتصرًا. بينما اعتبر آخرون أن مثل هذه الأزمات ستظل متكررة ما لم يكن هناك شفافية أكبر في إدارة الملف التحكيمي، وتواصل أوضح بين لجنة الحكام والأندية.
وبينما يغلق بيراميدز صفحة الإسماعيلي ويستعد لمواصلة مشواره في الدوري، يظل ملف التحكيم مفتوحًا، بانتظار ما إذا كان النادي سيحوّل بيانه إلى إجراءات رسمية أم يكتفي بما أثاره من ضجة في الإعلام.
