الثقب الأسود تحت الكوبري.. مأوى غامض يبتلع الأطفال والنساء ما القصة؟

تحت ظلال كوبري مزدحم بالسيارات والمارة، يختبئ عالم مظلم يثير الرعب أكثر مما يثير الفضول، مكان أشبه بـ ثقب أسود يبتلع الأطفال والنساء بعيد عن الأنظار، ليخفي وراء جدرانه أسرار قد تمتد إلى أبشع الجرائم الاتجار بالبشر، أطفال صغار يدفعون للتسول نهار، ثم يساقون ليلا إلى المبيت في الظلام، وفتيات قاصرات يختفين عن أعين أسرهن، وحركة مشبوهة لرجال وسيارات ودراجات تحمل أموال أغراض مجهولة.
أطفال يعشيون تحت كوبري مجهول
حيث ظهر خلال الأيام الماضية وعلى مدى ثلاثة أشهر متواصلة، لم يتوقف فريق من المتطوعين المعنيين بمتابعة الأطفال المفقودين، وهم من فريق صفحة “أطفال مفقودة”، عن مراقبة مكان غامض يقع أسفل أحد الكباري ، مكان لا يبدو للوهلة الأولى سوى مساحة مهجورة، لكنه في الحقيقة أشبه بـ "ثقب أسود" يبتلع في داخله حياة كاملة، حيث تعيش عشرات الأرواح بين أطفال ونساء وشباب في ظروف غامضة تحت الكوبري في شكل يثير القلق والزعر.

المتطوعون الذين أطلقوا على المكان اسم "الثقب الأسود"، رصدوا بكاميراتهم حركة مستمرة على مدار 24 ساعة، فمع بزوغ الفجر، تبدأ بعض الوجوه بالخروج، في الغالب أطفال وفتيات صغيرات لا يتجاوز عمر بعضهم 12 أو 13 عام، يتجهون إلى الشوارع القريبة من المكان للتسول.
هؤلاء الصغار يظهرون في النهار منتشرين على الأرصفة وداخل إشارات المرور، يستجدون المارة، ثم ما إن يحل المساء حتى يعودوا أدراجهم إلى نفس المكان المظلم أسفل الكوبري.

النهار لا يمر بهدوء أيضا إذ تظهر سيارات وموتوسيكلات تقف بجوار المكان في توقيتات مختلفة، ليخرج أشخاص من الداخل، يتسلمون أغراضا مجهولة ثم يختفون سريعا.
وفي الليل يبدأ المشهد الأشد غرابة، حيث يعود العشرات من رجال وشباب ونساء وأطفال و يتجمعون في الداخل يتقاسمون المساحة تحت الكوبري للنوم حتى الصباح، وكأنهم يعيشون حياة كاملة تحت الأرض، بعيد عن أعين الناس والسلطات.
هذا المشهد اليومي المتكرر يطرح أسئلة مؤلمة ومخيفة فمن هؤلاء الأطفال الذين يبيتون في الظلام بلا ذويهم، وما مصير الفتيات القاصرات اللاتي يظهرن بين الحين والآخر، ما طبيعة الأموال والأغراض التي يجري تبادلها مع الغرباء في وضح النهار، والأهم من يقف وراء إدارة هذا المكان.

المكان الذي أصبح بمثابة مأوى غامض تحت الكوبري، لم يعد مجرد تجمع عشوائي للفقراء أو المشردين، بل تحول إلى ثقب أسود حقيقي، يبتلع الأطفال والنساء، ويثير الشبهات حول احتمالية وجود أنشطة خفية تتعلق بالاتجار بالبشر أو استغلال القاصرين في أعمال غير مشروعة مثل التسول أو تجارة المخدرات.
وقد بات من الضروري فتح تحقيقات موسعة وعاجلة ليس فقط لكشف حقيقة هذا الثقب الأسود، وإنما أيضا لإنقاذ من يعيشون بداخله، خصوصا الأطفال الذين يواجهون خطر الضياع في عالم لا يعرف عنهم شيئًا، فالمكان قد يتحول إلى قنبلة موقوتة إذا استمر بعيدا عن أعين الجهات الحكومية، وما لم يكشف اللغز ستظل الأسرار تتعمق في جوف ذلك الثقب المظلم تحت الكوبري ويستمر الأتجار بالأطفال .