عاجل

الارتباط الخفي: لماذا يلجأ البعض للشات بوت بحثًا عن أمان وهمي؟

شات جي بي تي
شات جي بي تي

أوضحَت الدكتورة فاطمة عابدين، أخصائي الطب النفسي، أن تعلق البعض بـ"الشات بوت" أو روبوتات الدردشة مثل "شات جي بي تي" يعود إلى أن هذه التكنولوجيا تقدم لهم "رفيقًا آمنًا، متاحًا في أي وقت، لا ينتقد أو يحكم عليهم"، مما يجعل المستخدم يشعر بالراحة والاطمئنان أثناء التحدث.

التفاعل قد يمنح الشخص إحساسًا زائفًا بالاهتمام

وأشارت عابدين إلى أن هذا النوع من التفاعل قد يمنح الشخص إحساسًا زائفًا بالاهتمام، مما قد يدفعه إلى الهروب من العلاقات الإنسانية الحقيقية، مؤكدة أنه من الطبيعي أن يبحث الإنسان عن تعلق لطيف وداعم، وهذا جزء من نظرية التعلم التي توضح أن الإنسان يحتاج إلى شخص يتعلق به بشكل آمن، كي يستطيع بناء علاقات صحية مع الآخرين.

وأوضحت أن الأشخاص الذين لم يختبروا علاقة تعلق آمنة في الأسرة، قد يجدون في الشات بوت بديلاً مؤقتًا لملء هذا الفراغ، لأنه يمنحهم شعورًا بالدعم والطمأنينة، فتصبح لديهم ميل للتعلق بهذا النوع من "الرفاق" الإلكتروني، في محاولة لجذب الاهتمام والاحتياج العاطفي.

الارتباط قد يبقى قويًا بسبب الحاجة النفسية للعلاقات الداعمة

ولفتت إلى أن حتى إذا كان الشخص يدرك أن الطرف الآخر ليس إنسانًا حقيقيًا، فإن الشعور بالارتباط قد يبقى قويًا بسبب الحاجة النفسية للعلاقات الداعمة، مضيفة: "حتى مع العلم بأن الروبوت ليس حقيقيًا، الإحساس بالراحة والدعم الذي يقدمه يمكن أن يجعل الشخص يستمر في التعلق به.

ونوهت أخصائي الطب النفسي بأهمية أن يكون لدى أولياء الأمور وعي واسع بكيفية تعاملهم مع المراهقين، خصوصًا أن هذه الفئة هي الأكثر استخدامًا لهذه الأدوات الرقمية، وأكدت على ضرورة الانخراط في حوار مفتوح مع الأبناء حول طبيعة هذه العلاقات الرقمية وتأثيرها، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الأسرية الحقيقية التي توفر الدعم العاطفي والطمأنينة.

وأضافت:"وعي الأهل مهم جدًا ليعرفوا كيف يتعاملوا مع واقع استخدام أبنائهم للشات بوتس، وأن يساعدوهم في بناء علاقات صحية داخل الأسرة وخارجها، بحيث لا يصبح التعلق بـ الروبوت بديلاً عن الإنسان الحقيقي".

وأشارت إلى أن العلاقة مع روبوتات الدردشة ليست بالضرورة سلبية إذا ما تمت إدارتها بشكل واعٍ، ولكن الخطر يكمن في أن تتحول هذه العلاقات إلى بدائل عن التفاعل الإنساني الحقيقي، مما يستدعي اليقظة والتوجيه السليم من الأسرة والمختصين.

تم نسخ الرابط