أزمة البكالوريا.. رفعت فياض: الفكرة تعتمد على التخلص من نظام الامتحانات |فيديو

كشف رفعت فياض، الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون التعليم، عن أبرز ملامح هذه الأزمة والحلول المطروحة، إلى جانب تسليط الضوء على تجربة البكالوريا المصرية التي يجري تطبيقها كخطوة نحو تطوير النظام التعليمي بما يواكب المعايير العالمية، فيما يشهد ملف التعليم في مصر نقاشًا واسعًا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنظومة، وعلى رأسها العجز الضخم في أعداد المعلمين، والذي ألقى بظلاله على جودة العملية التعليمية داخل المدارس.
عجز ضخم في أعداد المعلمين
أكد رفعت فياض أن العجز في أعداد المعلمين وصل في بعض الفترات إلى 500 ألف مدرس، وهو رقم كبير يعكس حجم التحديات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم. وأوضح أن هذا العجز يؤثر بشكل مباشر على سير العملية التعليمية، ويؤدي إلى إرهاق المعلمين الحاليين وزيادة الأعباء الدراسية على الطلاب.
وأشار رفعت فياض إلى أن الدولة بدأت بالفعل في وضع حلول لهذه الأزمة عبر المسابقات الدورية لتعيين معلمين جدد، حيث يتم الإعلان عنها لسد الفجوات في التخصصات المختلفة، بما يضمن عودة التوازن للعملية التعليمية وتحسين مستوى الأداء داخل الفصول.
جهود إصلاح الثانوية العامة
وفيما يخص مشكلات الثانوية العامة، أكد رفعت فياض أن الوزارة تعمل بجدية على معالجتها من خلال مشروع القانون الجديد، الذي تم إقراره بعد التوافق المجتمعي حوله، معتبرًا أن القانون يمثل خطوة مهمة لتخفيف الضغوط عن الطلاب وأولياء الأمور، خاصة بعد سنوات من الجدل حول نظام الامتحانات الموحد.
وأوضح رفعت فياض أن الهدف من هذه الإصلاحات هو توفير بيئة تعليمية أكثر مرونة، تركز على قياس مهارات الطالب بشكل شامل بدلاً من الاعتماد على امتحان واحد يحدد مصير الطالب بالكامل.
البكالوريا .. تجربة رائدة
تطرق رفعت فياض خلال حديثه إلى البكالوريا المصرية التي وصفها بأنها مشروع تعليمي واعد، استُوحي من البكالوريا العالمية المنتشرة في 146 دولة، لتكون مصر جزءًا من هذا النظام العالمي، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل 44 مدرسة داخل مصر تطبق أنظمة تعليمية شبيهة مثل "IG" و"الدبلومة الأمريكية"، وهو ما ساهم في وضع أساس متين للبكالوريا المصرية.
وأوضح رفعت فياض أن هذا المشروع يهدف إلى تقديم تعليم عصري يتماشى مع التطورات العالمية، ويعزز من مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب، بدلًا من الاقتصار على الحفظ والتلقين.
مرونة أكبر للطلاب
وأكد رفعت فياض أن فكرة البكالوريا المصرية تعتمد على التخلص من نظام الامتحانات ذات الفترة الواحدة، ومنح الطلاب فرصًا متعددة لتحسين نتائجهم من خلال إمكانية دخول الامتحان أكثر من مرة، مردفًا أن هذه المرونة ستقلل من التوتر النفسي لدى الطلاب، وتمنحهم فرصة حقيقية لإظهار قدراتهم على مراحل متدرجة.
وأشار رفعت فياض إلى أن النظام الجديد يمثل نقلة نوعية في التعليم المصري، كونه يضع الطالب في مركز العملية التعليمية، ويعيد صياغة دور الامتحان كوسيلة للتقييم لا كأداة للضغط النفسي.

التعليم بين التحديات والآمال
واختتم رفعت فياض حديثه بالتأكيد على أن مصر تسير في طريق الإصلاح التعليمي بخطوات ثابتة، رغم التحديات الكبيرة المتمثلة في عجز المعلمين وضغوط الثانوية العامة، مشددًا على أن مشروع البكالوريا المصرية يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعليم، تقوم على التطوير والتحديث ومواكبة التجارب الدولية، بما يضمن إعداد جيل قادر على المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي.