تشفي العليل وتُنجب العاقر.. حكاية ضريح «الشيخة سلمي» وكرامات الأولياء في المنيا

تتردد حكايات وأساطير تحكي عن الأولياء والصالحين، ففى وسط المقابر الممتدة في أعلى الجبل، بزاوية سلطان شرق النيل في محافظة المنيا، وبين العديد من الأضرحة التي يتبارك بها الزوار كل جمعة، يحتفظ ضريح «الشيخة سلمى»، بمكانته الخاصة فهنا الحكايات والروايات تُروى عنه كل يوم، وتتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل علي مر العصور، حتي أصبحت أسطورة مختلطةً بنفحة من الأساطير وقصص ما وراء الطبيعة، رغم أن الضريح كما يؤكد الكثير بلا جسد من الأساس.

ضريح الشيخة سلمي بزاوية الأموات في المنيا
ففي قلب الجبل الشرقي بالمنيا، وسط مقابر قديمة في قرية تشتهر بزاوية الأموات، يقع ضريح «الشيخة سلمى»، التي هربت من مطاردة الرومان، فاستجاب الله لدعائها وانشق الجبل ليأويها، ومنذ ذلك الحين، تحول هذا المكان إلى مزار مقدس، يقصده الكثيرون من مختلف الأنحاء، إيمانًا بقدرات الشيخة على تحقيق الأمنيات وتلبية الدعوات.

قصة الشيحة سلمي في المنيا
بصوت مبهج وابتسامه هادئة بدأ محمد محيي أحد سكان منطقة الضريح في قرية زاوية سلطان، بمركز المنيا، حديثه لـ “نيوز رووم”، ليروي قصة «الشيخة سلمي»، قائلاً: هذه القصة نتداولها عبر الأجيال ونتوارثها من الأجداد، اللذين رووا لنا أنها كانت فتاة من أسرة فقيرة ليست لها أبناء، وهي التي كانت تعول هذه الأسرة، مشيراً أنها في إحدى الأيام ذهبت « سلمي» لتجميع الحطب لبيعه بالسوق كالمعتاد للصرف علي اسرتها، ولكن هذه المرة اعترضها جنود الروم ليراودوها عن نفسها.

وأضاف محيي، أن «ستنا سلمي» هربت من هؤلاء الجنود حتى وصلت إلى قمة الجبل فدعت ربها متضرعة أن ينشق هذا الجبل لتعبر بداخله ويغلق عليها لتختفي عن أنظار الجنود الروم، فاستجاب الله لطلبها وانشق الجبل وأغلق عليها، لينزف الجبل بدماء حيض الفتاة تزامناً مع اقتراب عيد الأضحي المبارك من كل عام.
مكحلة الشيخة سلمي في المنيا
«تعالى اتبارك بكحلة ستنا سلمى»، بهذه الكلمات استكمل محيي حديثه، أن ضريح « الشيخة سلمي» يوجد أسفل الجبل وبجانب الضريح طاقة صغيرة يطلق عليها «مكحلة»، يتم إشعال الشموع فيها ليخرج منها لون أسود يتصاعد ليكون طبقة سوداء فيتم أخذه ووضعة بمنطقة العين كالكحلة للتبارك بها في شفاء العليل وإنجاب العاقر كما يعتقدون.

توافد الزوار علي ضريح الشيخة سلمي في المنيا
وأشار محيي، إلى أنه في يوم الجمعة من كل أسبوع يتوافد الزائرون على ضريح « الشيخة سلمي»، من مختلف المحافظات ومراكز المنيا الـتسعة، لإشعال الشموع والقاء الأموال والهداية داخل الضريح وطلب الأمنيات، التي يعتقدون تحقيقها بعد نذرهم أمام الضريح، موضحاً أن الدماء المتواجد أعلي الضريح يتجدد 5 أيام من كل شهر هجري دليلاً علي عذرية « سلمي»، بالإضافة إلى شجرة ثمار « النبق» التي يقطف أوراقها من قبل المريدين وغليانه بالمياه وتناوله 3 مرات للفتاة التي لم تُنجب والشفاء من الأمراض المزمنة اعتقاداً منهم للمعجزات وكرامات« الشيخة سلمي» .

واختتم محيي كلامه، أن الشيخة المبروكة، ينظم لها احتفال كبير من كل عام خلال أيام عيد الأضحى المبارك، يحضره الآلاف من أهالى المحافظة والمحافظات المجاورة من القري والنجوع للتبرك بها، ومطالبتها بالتدخل وشفاء عللهم أو رزق العانس والعاقر منهم.