عاجل

تمارا حداد: نتنياهو يضع تعديلات تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة |فيديو

نتنياهور- هدنة غزة
نتنياهور- هدنة غزة

سلطت الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، الضوء على تفاصيل المسار التفاوضي الجاري، ودور الأطراف الدولية والإقليمية في صياغة مستقبل الهدنة، مؤكدة أن حركة حماس قد وافقت بالفعل على المقترح المطروح من الوساطة المصرية والقطرية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترقب السياسي.

الكرة في الملعب الإسرائيلي

وأوضحت تمارا حداد، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" على قناة "إكسترا لايف"،  أن المسؤولية الآن تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية، التي لم تعلن بعد موقفًا واضحًا بشأن المقترح، مشيرة إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأخيرة أثارت القلق، حيث ألمح إلى إمكانية فرض شروط جديدة على طاولة المفاوضات المقبلة المقرر عقدها يوم الخميس.

 وأضافت تمارا حداد أن نتنياهو يركز على إخراج جميع الرهائن دفعة واحدة، رافضًا فكرة إتمام صفقة جزئية، وهو ما يعكس تشددًا إسرائيليًا قد يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.

مستويات متعددة للمفاوضات

بيّنت الباحثة الفلسطينية أن المفاوضات الحالية تجري على أكثر من مستوى، تشمل أبعادًا سياسية وأمنية وعسكرية، ما يعكس حجم التعقيدات المحيطة بالملف، فضًلا عن أن وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف كاتس، قد وافق على خطط عسكرية اقترحها الجنرال إيال زامير، الأمر الذي يشير إلى أن إسرائيل تواصل استعداداتها الميدانية بالتوازي مع المسار التفاوضي، وهو ما قد يضع ضغوطًا إضافية على الوسطاء ويضاعف من حالة التوتر في المشهد.

لفتت تمارا حداد إلى أن استمرار التحضيرات العسكرية الإسرائيلية لا يعني بالضرورة إغلاق باب التفاوض، بل قد يشكل ورقة ضغط إضافية تستخدمها تل أبيب لإملاء شروطها، لافتًا إلى أن هذه الاستراتيجية تكشف عن محاولة إسرائيلية للموازنة بين إظهار الانخراط في المفاوضات، مع الاحتفاظ بخيار التصعيد العسكري كخيار بديل جاهز في حال تعثر المسار السياسي.

دور أمريكي حاسم في الصفقة

أكدت تمارا حداد أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب الدور الأكثر تأثيرًا في تحديد مستقبل الصفقة، إذ تمتلك القدرة على ممارسة ضغوط مباشرة على حكومة نتنياهو، سواء من خلال الدعم السياسي أو عبر حسابات المصالح الاستراتيجية في المنطقة، مبينه  أن الموقف الأمريكي سيكون بمثابة "بيضة القبان" التي قد ترجح كفة المضي نحو التهدئة أو استئناف العمليات العسكرية على نطاق أوسع.

ضغوط متزايدة على إسرائيل

وأشارت تمارا حداد إلى أن تصاعد المواقف والتحركات العسكرية الإسرائيلية يعكس حجم الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها حكومة نتنياهو. فمع استمرار الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل، والانتقادات الدولية المتصاعدة لسياسات الاحتلال، تبدو تل أبيب مضطرة لإيجاد مخرج سياسي يحفظ ماء الوجه دون التخلي عن أهدافها المعلنة.

ورغم كل هذه التحديات، شددت تمارا حداد على أن حركة حماس ما زالت متمسكة بخيار التفاوض، في محاولة لانتزاع مكاسب إنسانية للفلسطينيين في غزة، خصوصًا فيما يتعلق بإدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى، معتبرًا أن هذه المرونة من جانب الحركة تكشف عن إدراكها لأهمية المسار الدبلوماسي في تخفيف حدة الأزمة، حتى في ظل تهديدات التصعيد.

<strong>الدكتورة تمارا حداد </strong>
الدكتورة تمارا حداد 

الصفقة بين التهدئة والتصعيد

خلصت تمارا حداد إلى أن المشهد الراهن يتسم بقدر كبير من الغموض، حيث تتقاطع التحركات الدبلوماسية مع الاستعدادات العسكرية، ويظل القرار النهائي مرهونًا بمدى استعداد إسرائيل للقبول بالوساطة أو الانجرار إلى جولة جديدة من التصعيد. وأكدت أن أي اتفاق محتمل لن يقتصر على البعد السياسي فحسب، بل سيحمل أبعادًا إنسانية وأمنية ستحدد مستقبل القطاع والمنطقة ككل.

تم نسخ الرابط