عاجل

«13 عامًا من مأساة الروهينجا».. هل ينصف العالم مسلمي ميانمار قبل المجاعة؟|خاص

الروهينجا في خطر
الروهينجا في خطر

يعاني مسلمو "الروهينجا" منذ تجدد الاشتباكات في ولاية "أركان" في "ميانمار" منذ 25 أغسطس 2017 من القتل والإبادة الجماعية والغرق والتشتت في الجبال، وسعيد الحظ منهم من استطاع الهروب إلى دولة "بنجلادش" في رحلة موت عبر نهر "ناف" لا تقل خطورة عما كان يتعرض له الأخرون من قتل من قبل قوات الجيش والمتشددين البوذيين في البلاد. 

مأساة الروهينجا: 8 سنوات من المعاناة والاضطهاد

وقد أدان هذا العنف عديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أدانته الأمم المتحدة على لسان "أنطونيو غوتيريش" بأقوى العبارات معربًا عن قلقه إزاء تصاعد التوترات في المنطقة، داعيًا إلى ضرورة حماية المدنيين تماشيًا مع القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وحل القضايا عن طريق الحوار والوسائل السلمية، والسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول وإيصال المساعدات لمن يستحقون. 

يقول الدكتور حمادة شعبان مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: منذ ذلك الحين تشتعل الأحداث على الأرض وتهدئ بين الحين والآخر، ومعها تنعكس التغطية الإعلامية وتهدئ أيضًا. وهناك أسباب عدة للانشغال العالمي عن هذه القضية أولها أزمة كورونا التي شغلت العالم كله وأثرت على اقتصاد دوله. ثانيها الانقلاب العسكري الذي شهدته "ميانمار" في فبراير 2021، وأدى إلى أزمة سياسية في البلاد انعكست أثارها السلبية على الاقتصاد أيضًا. ثالثها اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا وانشغال المجتمع الدولي ومنظماته بها، واعتياد مشهد الروهينجا وبقائهم في مخيمات اللجوء في بنجلادش، رابعها القضية الفلسطينية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني المحتل. 

واستطرد: لكن مؤخرًا نشط الحديث عن قضية مسلمي الروهينجا بسبب انضمام 4 دول إلى القضية التي رفعتها جامبيا ضد دولة ميانمار، أمام محكمة العدل الدولية، هذه الدول هي سلوفينيا والكونغو وبلجيكا وإيرلندا. كذلك بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في ميانمار بصفة عامة وإقليم أراكان بصفة خاصة، حيث حذرت الأمم المتحدة أن الإقليم على وشك المجاعة التي بناء عليها أطلق برنامج الأغذية العالمي مناشدة لجمع تبرعات للروهينجا في ميانمار وفي مخيمات بنجلادش.

الروهينجا في خطر.. تحذير 

وفي ظل استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة في ولاية راخين بميانمار، أطلق برنامج الأغذية العالمي مناشدة عاجلة لجمع المزيد من التبرعات لتجنب المجاعة الوشيكة التي تهدد آلاف النازحين ومن بينهم 140 ألف من مسلمي الروهينجا الذين يسكنون المخيمات منذ فرارهم من منازلهم بسبب أعمال الاقتتال الداخلي التي وقعت عام 2012.

في هذا السياق، قال مايكل دانفورد، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القُطري في ميانمار: "الناس عالقون في حلقة مفرغة؛ معزولون بسبب الصراع، ومحرومون من سبل العيش، وبدون شبكة أمان إنسانية. نسمع قصصا مفجعة عن أطفال يبكون من الجوع وأمهات يتخلّين عن وجباتهن. تبذل الأسر قصارى جهدها، لكنها لا تستطيع النجاة من هذا الوضع بمفردها".

تأتي مناشدات البرنامج بعدما اضطر في أبريل الماضي إلى قطع الدعم المنقذ للحياة عن أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء ميانمار، بسبب نقص التمويل.

يُذكر أن الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2021 في ميانمار تسببت في عزل ولاية راخين عن باقي المناطق مما فاقم الأوضاع الإنسانية سوءًا. وقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية نقلًا عن شهادات سكان المخيمات، محاولات بعض السكان وضع السم لأنفسهم ولأسرهم هربًا من تلك الأوضاع المزرية والنقص الحاد في الإمدادات الغذائية.

من جانبه، أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن قلقه من التدهور الخطير الذي تشهده أزمة اللاجئين والنازحين الروهينجا، بعد مرور أكثر من ست سنوات عليها، لا سيما بعد دخولها مرحلة حرجة، تتجلى في استغلالهم في أعمال غير قانونية مثل التهريب والاتجار بالبشر، إضافة إلى تزايد حالات الغرق للفارين من هذه الأوضاع المأساوية عبر البحر بحثًا عن وضع إنساني أفضل. بخلاف محاولة البعض الانتـ حار نتيجة الأوضاع الإنسانية المتردية في المخيمات.

لذا، يدعو المرصد المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ خطوات جادة نحو إحلال السلام في المنطقة، كما يشدد على ضرورة رفع المعاناة عن أكثر من مليون لاجئ يعيشون في المخيمات، بالإضافة إلى تخفيف الضغط الاقتصادي عن كاهل الدول المضيفة التي تعاني بدورها من أزمات داخلية.

تم نسخ الرابط