ممدوح جبر: تصاعد الضغوط الدولية لإطلاق صفقة للإفراج عن رهائن غزة| فيديو

قال الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إن الضغوط الدولية تتزايد بقوة من أجل عقد صفقة شاملة للإفراج عن الرهائن لدى حركة حماس، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط لا تأتي فقط من الجانب الأمريكي والأوروبي، بل تشمل أيضًا ضغوطًا شعبية داخل إسرائيل، حيث شهدت تل أبيب مؤخرًا مسيرة ضخمة شارك فيها نحو 400 ألف شخص للمطالبة بالإفراج عن الرهائن.
وأوضح ممدوح جبر، خلال لقاء مع الإعلامية ريهام إبراهيم، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس الخداع والكذب تجاه المجتمع الفلسطيني والدولي، بل وحتى الإدارة الأمريكية، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ يدرك هذه التلاعبات ويطالب بالبحث عن حلول حتى ولو كانت جزئية، تمهيدًا لإبرام اتفاق شامل مستقبلي.
معارضة اليمين الإسرائيلي
أضاف ممدوح جبر أن اليمين الإسرائيلي يعارض بشكل كامل فكرة الصفقة المرحلية، خشية أن تستغل حركة حماس أي وقف مؤقت لإعادة ترتيب صفوفها، مشيرًا إلى وجود قلق داخلي حقيقي داخل حكومة نتنياهو بشأن الإفراج الجزئي عن الرهائن، ما يعكس الانقسام الحاد بين القوى السياسية داخل إسرائيل حول التعامل مع الأزمة الحالية.
وأكد أن هذه المعارضة الداخلية تجعل أي تقدم نحو الصفقة الشاملة مرتبطًا بضغط دولي واضح، لا سيما من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ضرورة وجود إشراف أممي على أي اتفاق محتمل لضمان التزام جميع الأطراف بالشروط المتفق عليها.
أزمة داخلية لإسرائيل
أشار جبر إلى أن إسرائيل تعيش أزمة داخلية عميقة على المستويين السياسي والأمني، موضحًا أن تل أبيب فشلت فشلًا ذريعًا على المستويين الدبلوماسي والعسكري، فلم تتمكن من إطلاق سراح الرهائن أو تحقيق انتصار حاسم على المقاومة في قطاع غزة، وهو ما يزيد من صعوبة المفاوضات ويجعل الحلول الدولية ضرورة ملحة.
وأضاف أن استمرار هذا الوضع يتطلب تنسيقًا دوليًا لضمان خروج الأطراف الإسرائيلية من المأزق، من خلال تطبيق آليات رقابية ودبلوماسية صارمة، مع وضع جدول زمني واضح لتنفيذ أي اتفاق محتمل.
دور مصر وقطر وتركيا
نوّه ممدوح جبر إلى أن مصر تظل الدولة العربية الأقدر على لعب دور الضامن في المفاوضات، إلى جانب دعم الوساطة القطرية والتركية، مؤكدًا أن هذا التنسيق العربي والدولي يمكن أن يسهم في نجاح الصفقة وإتمام الإفراج عن الرهائن دون مزيد من التعقيدات.
وأوضح أن هذه الضمانات قد تشمل إشرافًا من عائلات الرهائن، أو ضغوطًا داخلية على الحكومة الإسرائيلية، أو حتى اعترافات دبلوماسية دولية بالقضية الفلسطينية، وهو ما من شأنه أن يدعم نجاح الهدنة المرتقبة ويضمن التزام جميع الأطراف بشروطها.
أهمية الضغوط الدولية
وشدد ممدوح جبر على أن نجاح أي صفقة للإفراج عن الرهائن يعتمد بشكل مباشر على حجم الضغوط الدولية الممارسة، موضحًا أن أي اتفاق مرحلي دون إشراف دولي أو ضمانات قوية قد يؤدي إلى فشل الصفقة واستمرار الأزمة، ما يفاقم معاناة الأسرى ويزيد من التوتر في المنطقة.

وذكر جبر أن التوازن بين الضغط الدولي، ودور مصر والوسطاء الإقليميين، ومراقبة الأمم المتحدة، يشكل قاعدة أساسية لأي حل مستدام، مؤكدًا أن هذه العناصر ستساهم في تحقيق هدنة مرتقبة يمكن أن تشكل بداية لحل شامل يخفف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة.