علماء الأوقاف والأزهر: الإسلام دين عمل واجتهاد ونهضة الأمم لا تتحقق بالأحلام

نظّمت مديرية أوقاف الفيوم بالتعاون مع الأزهر الشريف، ندوات علمية ضمن فعاليات برنامجه "المنبر الثابت"، تحت عنوان: "فإذَا قُضِيت الصلاة فانتَشِروا في الأرضِ وابتَغُوا من فَضلِ اللَّه.. فضل السعي وعمارة الأرض بالطرق المشروعة"، عقب صلاة العشاء، وذلك برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف من الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية ، والشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة.


وشارك في الندوات عدد من علماء الأوقاف والأزهر، حيث أكّدوا أن الإسلامَ دينُ الجدِّ والاجتهادِ، لا دينُ الكسلِ والركودِ، وليسَ العملُ في شرعِ اللهِ مجردَ سعيٍ دنيويٍّ، بل هو عبادةٌ يبتغي بها العبدُ وجهَ اللهِ، ووسيلةٌ للعفةِ والكفافِ، وسبيلٌ للكرامةِ والشرفِ، قال تعالى: {وَقُلِ ٱعمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلمُؤْمِنُونَ}.

مضيفين أن النبي ﷺ سوى بينَ السعيِ على العيالِ وبينَ الجهادِ في سُبُلِ المعالي ، فقد مرَّ رجلٌ على النبيّ ﷺ، فرأى الصحابةُ جلدَهُ ونشاطَهُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، لو كانَ هذا في سبيلِ الله؟ فقالَ ﷺ: «إنْ كانَ خرجَ يسْعَى على ولدِهِ صِغارًا فهُوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كَانَ خرجَ يسْعى على أبويْه شيخيْن كبيريْن فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كانَ يسعَى على نفسِهِ يعفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ» .

كما أوضح العلماء، أنَّ نهضةَ الأممِ لا تكونُ بالأحلامِ، بل بالأعمالِ، ولا تقومُ بالأماني، بل بالتضحيةِ والبذلِ والإتقانِ، والوطنُ لا يرتقي إلا إذا قدَّر أبناؤُهُ قيمةَ العملِ، واحترموا الحِرَفَ والمِهَنَ، وشجعوا شبابَهُم على الإنتاجِ والابتكارِ، وزرعوا فيهم أنَّ اليدَ العاملةَ أحبُّ إلى اللهِ من اليدِ المتسوّلةِ، وأنَّ الساعيَ في كسبِ رزقه بعز خير من المتكئِ على الأعذارِ والتبرير .

وتأتي هذه الندوات في إطار خطة وزارة الأوقاف لترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية، ومعالجة القضايا المجتمعية المعاصرة برؤية دعوية وسطية، تعزز من الوعي السلوكي العام، وتسهم في بناء الشخصية الوطنية المنضبطة.
