«الموت لله أشرف من التهجير».. فلسطينيون يرفضون النزوح رغم الدمار والجوع

في مشهد يلخص حجم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، يعيش آلاف الفلسطينيين وسط أنقاض منازلهم المدمرة، بلا مقومات للحياة، وبظروف قاسية فرضها استمرار العدوان الإسرائيلي، وفي ظل هذا الواقع، أوضح عدد من السكان أنهم يعتمدون على القش كوقود لطهي الخبز، الذي أصبح هو الطعام الوحيد – إن توفر – في ظل شح الغذاء وغياب أدنى مقومات المعيشة.
مسلسل التهجير
ورغم هذا الوضع المأساوي، أكد أهالي القطاع، بحسب ما ذكره تقرير لقناة القاهرة الإخبارية، تمسكهم بأرضهم ورفضهم القاطع لأي محاولات للتهجير القسري، حيث ناشد أحدهم قائلاً: "نطالب الأمم المتحدة أن تقف معنا وتوقف مسلسل التهجير.. تعبنا كثيراً، تعبنا من الحروب والرحيل المستمر من مكان لآخر، لم نعد نحتمل.
تفريغ القطاع من سكانه
ومنذ اندلاع الحرب، أشار مراقبون إلى أن الهدف الإسرائيلي الواضح يتمثل في تفريغ القطاع من سكانه، وجعله غير صالح للحياة، ضمن سياسة ممنهجة طالما ندد بها المجتمع الدولي، فيما نوهت تقارير أممية إلى الكوارث المتفاقمة نتيجة القصف والتجويع المستمر، ووصفت ما يحدث بأنه "غير مقبول إنسانيًا".
"مخيمات إيواء" بديلًا قسريًا فرضه الاحتلال
وباتت الخيام، التي انتشرت في جنوب القطاع، بديلًا قسريًا فرضه الاحتلال بعد تدمير البيوت والمرافق، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن إقامة "مخيمات إيواء" في محاولة لدفع سكان مدينة غزة نحو النزوح، كما أكد حقوقيون أن هذا المخطط بمثابة تمهيد لتهجير جماعي قسري، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
غريزة البقاء والتمسك بالأرض لا تزال أقوى من كل محاولات الإبادة
وفي هذا السياق، قال أحد المواطنين: "الخيمة الواحدة تُباع بـ1500 شيكل، كيف نشتريها؟ وإلى أين نذهب؟ لا نريد النزوح.. فالموت لله أشرف من التهجير.
محاولات الإبادة والاقتلاع
وكشف التقرير أن البحث عن لقمة العيش وتوفير الحد الأدنى من الطعام أصبح هو الشغل الشاغل لأهالي غزة، وسط القصف والجوع وانعدام الأمن، ورغم أن الموت بات أقرب من الحياة، إلا أن غريزة البقاء والتمسك بالأرض لا تزال أقوى من كل محاولات الإبادة والاقتلاع.