«توقعات بانخفاض».. عبد المنعم السيد: الجنيه يشهد تحسنًا ملحوظًا أمام الدولار

أكد الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن الجنيه المصري سجل تحسنًا ملحوظًا أمام الدولار خلال الأسابيع الماضية، حيث انخفض سعر الدولار من 50.85 جنيهًا إلى 48.36 جنيهًا، ما يمثل نسبة تراجع تقارب 5%.
وأوضح عبد المنعم السيد، في تصريحات لبرنامج "اليوم" على قناة DMC، أن هذا التحسن جاء نتيجة زيادة الحصيلة الدولارية لمصر، مدعومة بتحويلات المصريين بالخارج التي تجاوزت 35 مليار دولار في 2024، وبلغت 15.8 مليار دولار خلال الشهور الخمسة الأولى من 2025، بجانب ارتفاع الصادرات غير النفطية والاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، ما ساهم في رفع الاحتياطي النقدي لأول مرة إلى أكثر من 49 مليار دولار.
توقعات المؤسسات الدولية
وأضاف عبد المنعم السيد أن مؤسسات دولية مثل "جولدن مان ساكس" أكدت أن الجنيه المصري ما زال مقومًا بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة تتراوح بين 25 و30%، ما يعزز التوقعات بمزيد من التراجع في سعر الدولار أمام الجنيه بنحو 3 – 4% إضافية خلال الفترة المقبلة.
وأشار عبد المنعم السيد إلى أن هذا التحسن يعكس ثقة المستثمرين الدوليين والمحليين في الاقتصاد المصري، ويعزز الاستقرار المالي، خاصة مع استمرار زيادة التحويلات النقدية ودعم الصادرات والاستثمارات الأجنبية، ما يساهم في تقوية الجنيه المصري وتحقيق التوازن في سوق العملات.
انعكاسات انخفاض الدولار
وحول انعكاس ذلك على حياة المواطن، شدد عبد المنعم السيد على ضرورة تدخل الغرف التجارية وجهاز حماية المستهلك لضبط الأسواق، وإجبار التجار على تخفيض الأسعار بما يتناسب مع تحسن العملة المحلية، مؤكدًا أن المواطن يجب أن يلمس أثر تحسن الجنيه في السلع الأساسية مثل الزيت، الأرز، الشاي، اللحوم والدواجن.
وتوقع عبد المنعم السيد أن تشهد هذه السلع خفضًا في الأسعار يتراوح بين 5 و10% قريبًا، مشيراً إلى أن ذلك سيساعد في تحسين القدرة الشرائية للمواطن وتخفيف الأعباء المعيشية، وهو ما يمثل الهدف الأساسي من سياسات استقرار العملة والإصلاحات الاقتصادية.
الإجراءات الحكومية والرقابية
وأشار عبد المنعم السيد إلى أن تحسن قيمة الجنيه وحده لا يكفي، إذ يجب أن يصاحبه تفعيل الرقابة على الأسواق ومنع أي ممارسات احتكارية من قبل التجار والموزعين، لضمان وصول الفائدة مباشرة إلى المواطن دون أي تأثيرات سلبية.
وأكد عبد المنعم السيد أن الدور الفعال للقطاع الخاص، بالتعاون مع الدولة، يساهم في تحقيق استقرار الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، بما يعزز ثقة المواطنين في الاقتصاد ويحفز النشاط الاقتصادي المحلي، ويعكس القدرة على مواجهة التحديات العالمية في أسواق العملات.

الجنيه ومستقبل الاقتصاد
واختتم عبد المنعم السيد تصريحاته بالتأكيد على أن تحسن الجنيه المصري أمام الدولار يشكل مؤشرًا إيجابيًا على استقرار الاقتصاد المصري، ويعزز جهود الحكومة في تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن استمرار زيادة الاحتياطيات الدولارية ودعم الصادرات والتحويلات يضع الجنيه على مسار ثابت للتحسن خلال الأشهر القادمة.
وشدد عبد المنعم السيد على أن المواطن سيكون المستفيد المباشر من هذه الإجراءات، حيث سيظهر أثر انخفاض الدولار في أسعار السلع الأساسية والخدمات اليومية، ما يرفع مستوى المعيشة ويعزز القدرة الشرائية، ويضع الاقتصاد المصري أمام مرحلة جديدة من الاستقرار والنمو.