عاجل

أحمد سنجاب: بيروت تتمسك بـ«يونيفيل» وسط مخاوف من تقليص الدور الأممي |فيديو

الحدود اللبنانية
الحدود اللبنانية - يونيفيل 

أكد أحمد  سنجاب، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من بيروت، أن السلطات اللبنانية تقدمت رسميًا بطلب إلى الأمم المتحدة لتمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لعام إضافي، وسط تصاعد التحديات الأمنية على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. 

وأوضح أحمد سنجاب أن هذا الطلب جاء في وقتٍ تواصل فيه فرنسا مساعيها لدعم التمديد، غير أن مقترحًا فرنسيًا تضمّن بندًا يشير إلى إمكانية إنهاء عمل القوة تدريجيًا بعد أغسطس 2026، وهو ما أثار قلقًا في الأوساط اللبنانية خشية استجابة المنظمة الدولية لضغوط إسرائيلية تطالب بإنهاء مهام "يونيفيل".

الموقف اللبناني الرسمي

وأشار أحمد سنجاب خلال رسالة مباشرة على الهواء إلى أن الموقف اللبناني عبّر عنه بوضوح الرئيس جوزيف عون خلال لقائه بقائد القوة الأممية في الجنوب، حيث شدد على تمسك بيروت ببقاء "يونيفيل" كعنصر دعم أساسي للجيش اللبناني والمجتمعات المحلية، خصوصًا في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فضًلا عن أن التجارب السابقة أكدت أهمية وجود "يونيفيل" كقوة ردع، رغم بعض الاحتكاكات التي واجهتها من جانب سكان محليين في بعض القرى الحدودية.

ورأى أن  الجانب اللبناني بقاء هذه القوة يمثل عامل توازن ضروري في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، مشددًا على أن أي حديث عن انسحاب تدريجي من الجنوب لا يتماشى مع طبيعة المرحلة الحالية التي تتسم بتصاعد التوترات العسكرية والسياسية.

"يونيفيل" بين الأمن والدبلوماسية

مضيفا أن دور "يونيفيل" لم يقتصر على الجانب الأمني، بل امتد ليشمل الجانب الدبلوماسي أيضًا، حيث لعبت القوة الأممية دور الوسيط غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، في ظل غياب أي قنوات اتصال مباشرة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن هذه القوة الأممية نظمت وأشرفت على عشرات الاجتماعات الثلاثية التي جمعت ضباط الجيش اللبناني ونظراءهم الإسرائيليين تحت رعاية الأمم المتحدة.

واعتبرت بيروت أن هذه الاجتماعات ساهمت في تفادي اندلاع مواجهات أوسع على الحدود، وجعلت من "يونيفيل" أداة حيوية لإدارة التوترات وتوثيق الانتهاكات، وهو ما يجعل مطلب التمديد يتجاوز الاعتبارات العسكرية ليشمل بعدًا دبلوماسيًا مهمًا يخدم مصالح لبنان الاستراتيجية.

استمرار الخلافات الحدودية

وأكد أحمد سنجاب أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يسيطر على خمس نقاط حدودية متنازع عليها مع لبنان، ما يجعل وجود "يونيفيل" ضرورة ملحة لتوثيق هذه الخروقات وتثبيت الموقف اللبناني أمام المجتمع الدولي، مبينًا أن انسحاب القوة الأممية في هذه المرحلة سيضعف الموقف التفاوضي لبيروت، خصوصًا مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية سواء عبر الخروقات الجوية أو التوغل البري على الحدود.

ويخشى لبنان أن يؤدي أي تراجع في مهام "يونيفيل" إلى زيادة حجم الضغوط السياسية والعسكرية التي تمارسها إسرائيل، خاصة في ظل مساعيها الدائمة لتغيير قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006؛ ومن ثمّ، فإن الحفاظ على القوة الأممية في الجنوب يعد بالنسبة للبنان ورقة ردع أساسية ضمن استراتيجيته الدفاعية.

<strong>الحدود اللبنانية - يونيفيل </strong>
الحدود اللبنانية - يونيفيل 

تمسك لبناني ورسالة واضحة

واختتم أحمد سنجاب تقريره بالتأكيد على أن مطلب التمديد يعكس حرص الدولة اللبنانية على الحفاظ على أحد أهم أدواتها في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، سواء عبر الدعم المباشر للجيش اللبناني أو من خلال توثيق الانتهاكات ورفعها إلى مجلس الأمن، موضحًا أن رسالة بيروت للأمم المتحدة واضحة: "وجود يونيفيل ليس خيارًا بل ضرورة، واستمراره يشكل ركيزة أساسية لأمن الجنوب اللبناني واستقرار المنطقة".

وبهذا الموقف، يبعث لبنان برسالة مزدوجة إلى الداخل والخارج، مفادها أن حماية حدوده الجنوبية لا تنفصل عن معركته الدبلوماسية في المحافل الدولية، وأن "يونيفيل" ليست مجرد قوة عسكرية مؤقتة، بل شريك في الحفاظ على التوازن الإقليمي ومنع تفجر الأوضاع.

تم نسخ الرابط