عاجل

المصريون بين شهادات البنوك والذهب والمحافظ الإلكترونية..أيهما أفضل للأسثتمار

مدخرات المصريين
مدخرات المصريين

في زمن تتسارع فيه الأحداث الاقتصادية وتتبدل فيه الأسعار بشكل يومي، أصبح السؤال الأبرز الذي يشغل بال المصريين، أين نضع مدخراتنا؟، فبين شهادات البنوك التي تمنح عائدًا ثابتًا، والذهب الذي ظل لعقود ملاذًا تقليديًا، والمحافظ الإلكترونية التي فرضت نفسها مع التحول الرقمي، تتعدد الخيارات، ويبقى المواطن حائرًا في اختيار الأداة التي تحمي أمواله وتؤمّن مستقبله.

أولاً: شهادات الاستثمار.. الأمان والاستقرار

يظل القطاع المصرفي المصري الوجهة الأكثر شيوعًا للمدخرات فالموظفون والمتقاعدون على وجه الخصوص يفضلون شهادات الاستثمار باعتبارها وسيلة مضمونة وآمنة.

في السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع التضخم، طرحت البنوك شهادات بعوائد تجاوزت 20% سنويًا لجذب السيولة، ومنح المواطنين عوائد تغطي جزءًا من تراجع القوة الشرائية.

الميزة الكبرى للشهادات أنها مؤمَّنة وتحت رقابة البنك المركزي، وتتيح عائدًا ثابتًا ومنتظمًا يساعد الأسر على مواجهة تكاليف المعيشة. لكن العائد الثابت قد يصبح نقطة ضعف، فإذا ارتفع التضخم فوق نسبة الفائدة، يخسر المواطن جزءًا من القوة الشرائية ، كما أن كسر الشهادة قبل موعدها يقلل من المكاسب المتوقعة.

ثانيًا: الذهب.. الملاذ الشعبي عبر الأجيال

يُنظر إلى الذهب في مصر باعتباره الملاذ الآمن، حيث يقول المثل الشعبي "الدهب ما بيخسرش"

شهدت الأعوام الأخيرة إقبالًا ملحوظًا على شراء السبائك الصغيرة والجنيهات الذهبية كوسيلة لحماية المدخرات من التضخم وتراجع قيمة العملة. فالذهب أصل ملموس يسهل تسييله وقت الحاجة، ولا يرتبط بانهيار بنك أو مؤسسة مالية.

لكن الذهب ليس خاليًا من المخاطر؛ فقد تتراجع أسعاره عالميًا في أوقات الاستقرار، مما قد يسبب خسارة لمن يضطر للبيع. إلى جانب ذلك، تشكل المصنعية والغش التجاري تحديًا يلتهم من قيمة المدخرات. ولهذا ينصح الخبراء بالتركيز على السبائك والجنيهات أكثر من الحُلي.

ثالثًا: المحافظ الإلكترونية.. جيل جديد من الادخار

مع التحول الرقمي وانتشار الهواتف الذكية، ظهرت المحافظ الإلكترونية كأداة جديدة للادخار، خاصة بين الشباب والعمالة غير الرسمية.

بحسب بيانات البنك المركزي، تجاوز عدد المحافظ الإلكترونية في مصر 50 مليون محفظة نشطة، مما يعكس توسعًا واضحًا في استخدامها. وتتيح هذه المحافظ الاحتفاظ بالأموال، ودفع الفواتير، والتحويلات، بل وبعضها يقدم عوائد سنوية قريبة من الحسابات البنكية.

الميزة أنها مرنة وسهلة ولا تتطلب حدًا أدنى كبيرًا، لكن التحدي الأساسي هو الثقافة المجتمعية، حيث ما زال قطاع واسع يفضل التعامل النقدي المباشر. كما أن سقف المعاملات اليومية قد يحد من جدواها كأداة ادخار رئيسية.

مقارنة بين القطاعات : 

شهادات الاستثمار مناسبة للموظفين وأصحاب الدخل الثابت.

الذهب يحمي الأسر من تقلبات العملة.

المحافظ الإلكترونية تمثل وسيلة مرنة للشباب والعمالة غير الرسمية.

البعد الاقتصادي: المواطن والدولة

الادخار الفردي لا ينفصل عن الاقتصاد الكلي، فوضع الأموال في البنوك يتيح لها التحول إلى قروض للمشروعات والاستثمارات، مما يخلق فرص عمل أما تجميد السيولة في الذهب داخل المنازل فقد يضر بالنشاط الاقتصادي.

لذلك، تعمل الدولة على تشجيع البنوك لتقديم منتجات ادخار جاذبة، وفي الوقت نفسه تدفع باتجاه الشمول المالي وزيادة الاعتماد على المحافظ الإلكترونية لتقليل التعامل بالكاش وتعزيز الشفافية.

الخلاصة.. ادخر بذكاء

لا توجد وسيلة ادخار واحدة تناسب جميع المصريين. فالشهادات تمنح الأمان والاستقرار، والذهب يحمي من التضخم، والمحافظ الإلكترونية تفتح الباب لجيل جديد من الادخار الرقمي.

ويبقى الحل الأمثل هو الموازنة بين هذه الأدوات: جزء في شهادات البنك لضمان عائد ثابت، جزء في الذهب كملاذ آمن، وجزء في المحافظ الإلكترونية لمواكبة العصر.

بهذا التنويع، يستطيع المواطن المصري أن يؤمّن مستقبله المالي وسط اقتصاد عالمي لا يعرف الاستقرار.

 

تم نسخ الرابط