"ماما مهندس".. شيماء أم لطفلين وتعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية: لو معايا إمكانيات هنافس "العربي"

في عالم يسيطر عليه الرجال، قررت المهندسة شيماء مسعد، أن تخوض تجربة فريدة من نوعها، متحدية التقاليد والنظرة المجتمعية، لتصبح فني تبريد وتكييف محترف. خريجة بكالوريوس تربية رياضية عام 2014، ومتخصصة في تدريب الكاراتيه، وجدت شيماء شغفها في مهنة التبريد والتكييف، فتعلمتها من خلال الكورسات والممارسة العملية، حتى أتقنتها تمامًا.

رحلة دخول المجال والتحديات
قالت المهندسة شيماء: "بدأت العمل في الصيانة عندما وجدت أن زوجي يحتاج إلى دعم ومساندة، فقررت أن أتعلم المهنة وأساعده، خاصة أنني كنت أبحث عن فرصة عمل تحقق لي الاستقلالية وتساعد في تحسين دخل الأسرة".
وأضافت: "لم يكن الأمر سهلاً، فقد بدأت بصيانة الفلاتر، ثم تعلمت تصليح أجهزة التبريد والتكييف من خلال الممارسة والدورات التدريبية حتى أتقنتها".

لم يكن الطريق سهلاً، فإلى جانب عملها، هي أم لطفلين 8 سنوات و6 سنوات، وتحرص على التوفيق بين بيتها وعملها بمساعدة زوجها. وعن كيفية التوفيق بين المسؤوليات، قالت شيماء: "أعمل من الساعة 11 صباحًا حتى 5 مساءً، ثم أعود مجددًا للعمل من العاشرة مساءً حتى الصباح. بينما يكون أولادي في المنزل يعتمدون على أنفسهم، فقد دربتهم على الاستقلالية منذ عامين، وأوفر لهم هاتفًا لمتابعتهم والاطمئنان عليهم باستمرار".

التحديات والانتقادات
واجهت شيماء، العديد من الانتقادات بسبب اختيارها لمجال يراه البعض مقتصرًا على الرجال، لكنها لم تتراجع. تقول شيماء: "الكثيرون انتقدوني وقالوا إن هذه المهنة ليست للنساء، لكنني أثبت لهم أن المرأة قادرة على العمل في أي مجال، طالما لديها الإرادة والعزيمة". وتضيف: "ابني فخور بي، ويقول ماما مهندس، وهذا أكبر دعم معنوي يمكن أن أحصل عليه".

كما تعرضت للانتقاد عندما بدأت تدريب الفتيات على المهنة، حيث تساءل البعض كيف يمكن لفتاة دخول منازل الغرباء؟ لكنها ردت: "الثقة والاحترام هما الأساس، والفتيات يستطعن العمل في هذا المجال مثل الرجال تمامًا، وأنا فخورة بأنني منحت الكثير منهن فرصة للعمل وكسر القيود المجتمعية".

الطموحات والمستقبل
قالت المهندسة شيماء فى حوار خاص ل نيوز رووم : "لو معايا إمكانيات، هنافس العربي"، في إشارة إلى طموحها الكبير في تطوير مجال الصيانة والتبريد والتكييف، والوصول إلى مستوى الشركات الكبرى في مصر. وأكدت أنها تطمح إلى تقديم خدمات عالية الجودة، وتوفير فرص تدريب وعمل للشباب والفتيات، ليكونوا مؤهلين للمنافسة في سوق العمل.

وتضيف: "أتمنى إنشاء أكبر مركز صيانة على مستوى الجمهورية، يكون متخصصًا في صيانة التكييفات والأجهزة الكهربائية، ويضم فريقًا محترفًا من الشباب والفتيات الذين دربتهم بنفسي، ليكونوا قادرين على تقديم خدمات متميزة في هذا المجال".
الإصرار على النجاح
رغم كل التحديات، لا تزال شيماء تواصل سعيها لتحقيق حلمها الكبير، مستندة إلى إصرارها، دعم أسرتها، وشغفها الدائم بالتعلم والتطور، وقالت: "أؤمن أن العمل الجاد والصبر هما مفتاح النجاح، ولن أتوقف عن السعي لتطوير نفسي ومهنتي، وأتمنى أن أكون قدوة لكل فتاة تحلم بدخول مجال غير تقليدي وتحقيق ذاتها".